يجري عباس مشاورات مع القيادة المصرية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يعقد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، في القاهرة الثلاثاء، جلسة مباحثات مع الرئيس المصري، حسني مبارك، تتناول الجهود المبذولة لإعطاء دفعة لعملية السلام وملف المصالحة، والأفكار والردود الأميركية بشأن المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل.
ويتزامن اللقاء مع انتقاد وزارة الخارجية الأميركية، الاثنين، قرار إسرائيل بناء 600 وحدة سكنية في أحد أحياء الاستيطان في القدس الشرقية، بوصفه بأنه 'غير بناء' ويزعزع الثقة بين الأطراف، حيث قال الناطق باسم الحكومة، فيليب كرولي: "لقد أبلغنا حكومة إسرائيل بقلقنا الشديد أمام هذا النشاط غير البناء، والذي يزعزع الثقة بين الأطراف."
وجاءت الانتقادات الأمريكية في أعقاب مصادقة السلطات الإسرائيلية على بناء حوالي 600 وحدة سكنية جديدة قرب حي بسغات زئيف في شمال القدس، وفق ما نقلت الإذاعة الإسرائيلية.
كما تزامن هذا الأمر مع مقتل فلسطيني وإصابة اثنين آخرين الأحد، في قصف مدفعي إسرائيلي على بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
عباس يلتقي مبارك بشرم الشيخ
وقال سفير فلسطين في القاهرة، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، بركات الفرا، إن لقاء عباس ومبارك، يأتي استكمالاً للمشاورات المستمرة بين الجانبين حول الأفكار الأمريكية المتعلقة بعملية السلام والمفاوضات وملف المصالحة.
وأشار إلى أن هذه الجلسة ستسبق اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية 'لجنة المتابعة'، والتي ستعقد الثلاثاء في مقر الجامعة العربية بحضور عباس، ووزراء خارجية الدول العربية الأعضاء في لجنة المبادرة، وأمين عام الجامعة العربية عمرو موسى، بغية اتخاذ القرار اللازم بما يخص عملية السلام.
ويتمسك عباس، بالشروط الفلسطينية للتفاوض، والتي تنص على ضرورة موافقة تل أبيب على المرجعية الدولية ووقف الاستيطان، قبيل الجلوس لاستئناف مباحثات السلام مع الجانب الإسرائيلي.
وكان عباس، الذي يواجه دعوات أمريكية وإسرائيلية لاستئناف محادثات السلام، قد طلب من الولايات المتحدة توضيح مقترحاتها بشأن إجراء مفاوضات غير مباشرة.
وفي هذا السياق، كشف عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" محمد دحلان أن الردود والتوضيحات الأمريكية على الأسئلة الفلسطينية، حتى الآن، لم تكن كافية.
وقال: "إن الإدارة الأمريكية تحاول إيصال الموقفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى منتصف الطريق... لكن القيادة الفلسطينية تتطلع إلى مفاوضات حقيقية وجادة تتوفر فيها النوايا المخلصة للوصول إلى حل نهائي يضمن الحقوق الوطنية."
وأكد دحلان أن استئناف المفاوضات سيكون وفقاً للشروط الفلسطينية، وأنه بدون تحديد المرجعيات بالنص، وتحديد السقف الزمني لها مع إيقاف الاستيطان، فإن القيادة الفلسطينية لن تذهب إليها،" وفق مفوضية الإعلام والثقافة بحركة "فتح."
وكان الجانب الإسرائيلي قد دعا الفلسطينيين للعودة إلى طاولة المفاوضات دون شروط.
يذكر أن المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين تعترضها مجموعة من الملفات العالقة، على رأسها مصير القدس والمستوطنات الإسرائيلية المقامة في الضفة الغربية.
هولمز يعرب عن القلق بشأن الوضع في القدس الشرقية والضفة الغربية
وإلى ذلك، شدد جون هولمز، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية على ضرورة رفع الحصار المفروض على قطاع غزة، وفتح المعابر للسماح للفلسطينيين ببدء عمليات إعادة البناء.
وأثناء لقائه بعدد من المسؤولين الإسرائيليين في القدس، أشار هولمز إلى بعض التطورات الأخيرة، منها سماح الحكومة الإسرائيلية بدخول شاحنات محملة بالزجاج إلى القطاع، ولكنه قال إن مثل هذه الخطوات ليست كافية للتأثير بشكل ملموس في المشاكل التي يواجهها سكان غزة.
كما أعرب المسؤول الأممي عن القلق بشأن الوضع في القدس الشرقية والضفة الغربية، وخاصة في المنطقة "جيم"، وفق الأمم المتحدة.
مقتل فلسطيني وإصابة اثنين بقصف إسرائيلي
من جانب آخر، أعلنت مصادر طبية فلسطينية مقتل محمد أشرف غبن، 21 عاماً، من بلدة بيت لاهيا، متأثرا بجروح خطيرة أصيب بها جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف مجموعة من المواطنين شمال البلدة.
وأضافت المصادر أن مواطنين آخرين وصلا إلى المستشفى نتيجة للقصف الإسرائيلي ذاته.
وكانت مصادر محلية أفادت لـ'وفا'، بأن دبابات إسرائيلية متمركزة على الحدود الشمالية للقطاع أطلقت قذيفتين صوب مجموعة من المواطنين كانوا يقومون بجمع الحديد والخردة لبيعها، ما أدى إلى لإصابة الثلاثة، وفق التقرير.