عباس خلال المؤتمر الصحفي مع ميركل
برلين، ألمانيا (CNN) -- كشف رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، أن الجانب الفلسطيني سيرد على ورقة المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط، جورج ميتشل، المتعلقة بمعاودة إطلاق المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي الأسبوع المقبل، وذلك "بعد التشاور مع الأشقاء والأصدقاء."
وتمسك عباس، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، في برلين الاثنين، بالشروط الفلسطينية للتفاوض، والتي تشير إلى ضرورة موافقة تل أبيب على المرجعية الدولية ووقف الاستيطان، محذراً من "رياح حرب" يمكن أن تؤثر على الشرق الأوسط والعالم.
وأضاف عباس: "هناك ما يسمى بورقة ميتشل التي تحمل عنوان 'طرق بدء المفاوضات' قدمت إلى الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، والجانب الفلسطيني، وبعد تشاوره مع الأشقاء والأصدقاء، سيرد عليها خلال الأسبوع القادم."
وعبر عباس عن "قلق ينتابه صادر عن رياح الحرب في الشرق الأوسط، والتي يمكن أن لا تؤثر على المنطقة وحدها، بل على العالم أجمع"، دون أن يحدد الأطراف التي قد تتورط في هذه الحرب.
كما أشار عباس إلى وجود الوثيقة المصرية المتعلقة بالمصالحة مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" داعياً الحركة إلى "التوقيع عليها للذهاب سوياً إلى الانتخابات التشريعية والرئاسية في 28 يونيو/حزيران المقبل."
من جانبها، قالت ميركل إنها اتفقت وعباس على تشكيل لجنة اقتصادية مشتركة، وأكدت أن ألمانيا ستستمر في دعمها لبناء الاقتصاد والأمن الفلسطيني، والذي أثمر في السنوات الماضية عن نتائج ملموسة، خصوصاً في الضفة الغربية.
أما بالنسبة لقطاع غزة والحصار المفروض عليها من قبل إسرائيل، فأشارت المستشارة في المؤتمر الصحفي إلى أن هناك "وضع إنساني مقلق، علينا العمل على تجاوزه، ونحن نقوم بدعم قطاع غزة من خلال السلطة الوطنية الفلسطينية بالإمدادات والوقود والطاقة."
وكان ميتشل قد زار إسرائيل والأراضي الفلسطينية الأسبوع الماضي، حيث التقى كبار المسؤولين الإسرائيليين، وعلى رأسهم وزير الدفاع أيهود باراك، ووزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، والرئيس شمعون بيريز، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
ولكن نتنياهو استبق زيارة المبعوث الأمريكي الخاص بتأكيد ضرورة استمرار التواجد العسكري الإسرائيلي على امتداد الحدود الشرقية للدولة الفلسطينية المستقبلية، حتى بعد التوصل إلى اتفاق سلام.
ودعا رئيس الحكومة الإسرائيلية الفلسطينيين للعودة إلى طاولة المفاوضات دون شروط، غير أنه أبدى تشاؤمه حيال فرص استئناف المفاوضات، بقوله إنه "بدلاً من دخول خيمة المفاوضات، يتسلق الفلسطينيون على الشجرة ويبدو أنهم يحبون المكوث هناك، وكلما أحضرت لهم سلالم للنزول من الشجرة، كلما تسلقوا إلى أعلى"، وفقاً للإذاعة الإسرائيلية.
يذكر أن المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين تعترضها مجموعة من الملفات العالقة، على رأسها مصير القدس والمستوطنات الإسرائيلية المقامة في الضفة الغربية.