التنظيم يقول إنه ضرب الخطة الأمنية أثناء الانتخابات
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قال جناح تنظيم القاعدة في العراق، السبت، إنه شن خلال الانتخابات التي جرت في العراق الأسبوع الماضي "حملة عسكرية منسقة لكسر صنم الديمقراطية والانتخابات الشركية المنبثقة عنها،" في إشارة إلى التفجيرات التي رافقت الانتخابات في البلاد.
وقال بيان لتنظيم "دول العراق الإسلامية،" التابع للقاعدة، إن الحملة العسكرية حملت اسم "فأس الخليل،" في إشارة إلى النبي إبراهيم الذي يقول المسلمون إنه حطم الأصنام التي كان قومه يعبدونها بفأس، وهو ما أراده التنظيم لتحطيم "صنم الديمقراطية."
وأضاف البيان الذي نشرته مواقع إلكترونية متعاطفة مع الحركات المسلحة، "رغم كلّ الإجراءات الأمنية التي تبجّح بها الصليبيون وأقزام المنطقة الخضراء، تمكّن رجال الدولة الإسلامية من الوصول لأهدافهم، وضرب الخطّة الأمنية في قلب بغداد ومراكز المدن أيام الانتخابات."
وأشار البيان، الذي لم تتمكن CNN من التأكد من صحته بشكل مستقل، إلى أن منفذي العمليات كانوا يلبون نداء زعيم التنظيم أبو عمر البغدادي، الذي دعا إلى "إفشال هذه المؤامرة الخبيثة (الانتخابات) وكسر صنمها المعبود من دون الله."
وقال "طلائع الحملة قد بدأت العمل مبكراً.. مستهدفة مقرات الأحزاب الشركية التي كان لها الدور الكبير في التغرير بعوام المسلمين واستدراجهم بشتى الوسائل الشيطانية للمشاركة في هذه الجريمة."
وأورد البيان مجموعة من مقرات الأحزاب التي استهدفها أبرزها مقر جبهة التوافق في منطقة المدائن، ومقر الحزب الديمقراطي الكردستاني، ومقر جبهة الحوار الوطني في منطقة الأعظمية، ومقر الحزب الشيوعي العراقي في ساحة الأندلس.
وبالتزامن مع البيان، نشر التنظيم تسجيلا صوتيا، قال إنه لأبي عمر البغدادي، وهو يحوي خطبة ألقاها زعيم التنظيم قبيل بدء "حملة الفأس،" وحث فيها "أمراء الجند،" على "الرفق بهم والاحتياط لهم والحرص عليهم ما استطاعوا بغير جبن مقعد أو تهور مهلك."
وقال البغدادي "نحسب يا عباد الله أنه سيكون بفضل الله بعد تحطيمكم لصنم الانتخابات أثر كبير لصالح الإسلام والمسلمين وستشهدون بعدها بعون الله تغيرا جذرياً في طبيعة ومنطلقات الحرب القائمة حالياً ولكن لصالح دين الله وجنده وعباده من أهل السنة."
وكان التنظيم أعلن قبيل الانتخابات أنه فرض "حظر تجول" في البلاد، وخصوصاً في المناطق السنية، وذلك لمنع المشاركة في الاقتراع، واعتبر أن الدعوة تأتي لحفظ "سلامة أهلنا" من الهجمات التي قد يشنها التنظيم.
وقال بيان للتنظيم إن القرار هو الأول من نوعه، ويمتد من السادسة صباحاً وحتى السادسة مساءاً، وذلك في أعنف تحذير للجماعة المتشددة التي كانت قد تعهدت على لسان زعيمها بالسعي لمنع الانتخابات بحجة أنها معدة لـ"إذلال السنّة."
ووجه تنظيم القاعدة انتقادات كبيرة إلى التيارات الشيعية في البلاد، مشيراً إلى تصريحات بهاء الأعرجي، النائب عن تيار رجل الدين الشيعي، التي طالت الخليفة أبوبكر، وقال إن "هؤلاء وأمثالهم لا يفهمون ولن يفهموا إلا لغة واحدة، وهي لغة القوة والقتال والذّبح، وأطنان المتفجرات التي تطيح بمثل هذه الرؤوس العفنة."
وندد التنظيم بما قال إنها "قيادات شيعية لكل القوائم العراقية المتنافسة،" وختم بيانه بالقول إن "كلّ من يخرجُ للمشاركةِ (في الانتخابات) متحدّيا شرع الله، وهذا التحذير الواضح، سيعرّضُ نفسَهُ وللأسف الشديد إلى غضب الله ثمّ سلاحِ المجاهدين وبكافة أنواعه.
وكان البغدادي وجّه رسالة صوتية رافضة للانتخابات في 13 فبراير/شباط الماضي، اعتبر فيها أنها تهدف إلى "إذلال السنة إلى الأبد وجعل أنوفهم في الطين،" متهماً الحكومة التي تشرف عليها قوى شيعية بالتخطيط لذلك.
وأعلن البغدادي، الذي سبق أن أعلنت بغداد اعتقاله وعرضت اعترافات له دون أن يؤكد ذلك الجيش الأمريكي، أن تنظيمه "قرر منع الانتخابات بكل السبل،" منتقداً القيادات السنيّة التي تعتزم الترشح ومتابعة السير بالعملية السياسية.