عناصر من حركة الشباب
مقديشو، الصومال (CNN) -- قامت حركة "الشباب المجاهدين" الصومالية المتشددة بوقف بث هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) في المناطق التي تسيطر عليها، واتهمتها بمساندة "الاستعماريين والصليبيين،" ونشر الدعاية المسيحية، في أحدث خطوة للحركة حيال مؤسسات عالمية، بعد أسابيع على طلبها تعليق عمل برنامج الغذاء التابع للأمم المتحدة.
ونقلت تقارير إعلامية صومالية عن شهود عيان أن مسلحين من الحركة صادروا معدات البث التي تسخدمها الهيئة البريطانية، وطلبت من جميع المؤسسات المتعاقدة معها ومع إذاعة "صوت أمريكا" وقف بثهما عبر موجات FM، في حين ردت BBC بالتأكيد على أنها مؤسسة محايدة، وتتواصل ما كافة أطراف النزاع في الصومال.
وأضافت هيئة الإذاعة البريطانية، التي تعمل من لندن دون وجود استديوهات بالصومال، إنها تتابع منذ أكثر من عقد بث برامجها بالإنجليزية والعربية والصومالية في الصومال دون مشاكل، ولفتت إلى أن الإحصائيات تدل على أنها من بين الأكثر شعبية بالنسبة للمستمعين في البلاد.
يذكر أن حركة "الشباب المجاهدين" تسيطر على مناطق واسعة في وسط وجنوبي الصومال، وتخوض نزاعاً مع الحكومة التي يقتصر تواجدها على بعض الأحياء في العاصمة مقديشو، وذلك بهدف بناء "دولة إسلامية."
وكانت الحركة قد بدأت في مارس/آذار الحالي حملة لتدمير المقامات الصوفية ومقابر كبار الشيوخ، وتعود المقامات والأضرحة المدمرة لعدد من رجال الدين المعروفين في الصومال، بما في ذلك الشيخ محي الدين العلي والشيخ آدن ديري والمعلم محمد "بيو معلاو"، كما دمروا قبور الشيخين أويس القادري ونور حسين، باعتبار الأضرحة "مخالفة للشريعة."
وتزامن ذلك مع طلبها من برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة مغادرة البلاد، بعد اتهامه بتوزيع مواد غذائية منتهية الصلاحية وتقويض مصالح المزارعين المحليين.
وترى الحركة المسلحة المتشددة التي تسيطر على الجزء الأكبر من وسط وجنوب هذا البلد الواقع في القرن الإفريقي، أن المساعدة التي يقدمها البرنامج لا يستفيد منها المزارعون وتحركها دوافع سياسية.
ويوجد حاليا نحو 1.4 مليون مشرد داخلي في الصومال بسبب القتال الدائر في البلاد التي لا تتمتع بحكومة فاعلة منذ عام 1991، بينما يوجد 560 ألف لاجئ صومالي في الدول المجاورة مثل كينيا واليمن وإثيوبيا.
وتقدر منظمات إنسانية إن أعمال العنف في الصومال أدت لمقتل نحو 21 ألف شخص أو أكثر منذ بداية عام 2007 فضلا عن تشريد 1.5 مليون آخرين، في ظل غياب حكومة مركزية فعالة ما دفع إلى ظهور حركات مسلحة وقراصنة قبالة سواحل البلاد.