رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري
بيروت، لبنان (CNN) -- استبقت قوى المعارضة اللبنانية، وخاصة المتحالفة منها مع إيران وسوريا، الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة، سعد الحريري، إلى واشنطن، التي ستكون الأولى للحريري منذ توليه منصبه، بشن الهجوم عليها والتشكيك في نتائجها وما سينتج عن اللقاء المشترك بين رئيس الحكومة اللبناني والرئيس الأمريكي باراك أوباما.
فبعد نسب صحف المعارضة تصريحات للحريري حول تمسكه بسلاح حزب الله ونيته عرض الملف أمام أوباما، وهي تصريحات جرى نفيها لاحقاً، قالت شخصيات سياسية إن زيارة رئيس الحكومة ستكون "بلا طعمة" متحدثة عن قرب حصول تغيير وزاري في بيروت التي تترأس مجلس الأمن في وقت تتزايد فيه الضغوط على إيران بملفها النووي.
ولفتت قناة المنار التابعة لحزب الله إلى أن الحريري أعلن أمام مجلس الوزراء أنه سيستبق رحلته إلى واشنطن بجولةٍ عربية، تقوده إلى سوريا والسعودية والأردن ومصر، قبل انتقاله إلى واشنطن في 24 مايو/أيار الجاري.
وأوردت القناة أن نادر الحريري، مدير مكتب رئيس الحكومة، زار سوريا منتصف هذا الأسبوع حيث "نقل إلى المسؤولين رغبة الحريري بزيارة دمشق قبل زيارة العاصمة الأميركية، وذلك للتّشاور مع القيادة السورية حول بعض القضايا والرؤى."
بالمقابل، أوردت وسائل الإعلام المقربة من الحريري، وعلى رأسها صحيفة "المستقبل" أن رئيس الوزراء اللبناني سيشدد على حياد بيروت في الصراعات الإقليمية.
ونقلت الصحيفة عن مستشار رئيس الحكومة، محمد شطح، قوله إن الحريري: "يذهب الى واشنطن ببعد لبناني عربي وإنساني أشمل للدفع في هذا الاتجاه: تحييد لبنان عن الصراعات، وهو يقول إن من واجبه أن يكرر هذا بقوة."
وأشار شطح إلى أن الولايات المتحدة "عنوان مهم للبنان" مضيفاً أن أصبح واضحا أن استقرار لبنان وخروجه من الوضع الاستثنائي الذي هو فيه، ودفع المخاطر عنه بطريقة صلبة ونهائية، تعتمد على إزالة الغبن عن الفلسطينيين وأشار إلى أن رسالة الزيارة الرئيسية هي "إذا أردتم مساعدة لبنان، فالطريق من فلسطين ومصلحة لبنان تمر من هناك،" إلى جانب نقاش اتفاقات اقتصادية وتجارية وتعاون ثنائي."
وعما قد يثار عن سلاح حزب الله، شدد شطح على أن موقف الحريري "معروف، وهو يذهب إلى واشنطن كرئيس حكومة لبنان وليس فريقاً سياسياً. وواشنطن ليست المكان لمناقشة هذا الملف إنما على طاولة الحوار." وأضاف أن الحريري سيقول بأن اللبنانيين "يتناقشون في هذا الموضوع ويبحثون عن السبيل الأسلم لحماية بلدهم."
من جانبه، رأى الوزير السابق المقرب من سوريا وإيران، وئام وهاب أن "زيارة الحريري لن تحمل جديدا ولن تفضي إلى نتائج على صعيد الملفات المهمة، وهي للذكرى وأخذ الصور،" واصفاً إياها بأنها "بلا طعمة،" بعدما فقدت مشكلة الشرق الأوسط لم تعد أولويتها لدى الإدارة الأميركية."
وتابع وهاب بأن "مأزق أميركا في العراق وأفغانستان دفعها لتأجيل مشاكل فلسطين ولبنان، ليس هناك مشروع أميركي تجاه لبنان والمنطقة،" معتبراً أن "الانفتاح الروسي على المنطقة وتناغم المواقف السورية الإيرانية والتركية ستخلط الأوراق في المنطقة وستضع أميركا أمام خيارات صعبة، خصوصا مع عجز حلفائها من عرب الاعتدال."
وأضاف "الحريري لن يستفد من أي شيء من أمريكا، وهل ستشاركه الإدارة في همومها؟ وهو أيضاً لا يستطيع أن يقدم شيء أو يتعهد بشيء تجاه أميركا.. وسأل وهاب "ماذا يمكن لرئيس الحكومة أن يجني من زيارته إلى واشنطن، هل يضمن أن المقاومة (حزب الله) لن تتسلح وترفع من مستوى جهوزيتها؟ الأميركيون سيقولون للحريري ولغيره لا تستفزوا إسرائيل وليس لديهم كلام غير ذلك."
وتوقع وهاب وجود توجه نحو "تغيير حكومي" قبل نهاية 2010، باعتبار أن الحكومة اللبنانية "غير قادرة على التقليع والرئيس الحريري غير قادر على إدارة ملف الحكومة،" ونصح الحريري بعدم الاستماع إلى عدد من مستشاريه.
وكانت السفارة الأميرکية في بيروت قد أصدرت بياناً يشير إلى لقاء بين الحريري وأوباما خلال زيارة الأول إلى واشنطن في 24 مايو/أيار الجاري، وقالت إن الزيارة "ترمز إلى العلاقة الجيدة والتاريخية بين لبنان والولايات المتحدة الأميرکية.
وبحسب بيان السفارة فإن أوباما: "يتطلع قدماً للتشاور مع الحريري حول مجموعة من الأهداف المشتركة لدعم استقلال وسيادة لبنان وضمان الأمن والسلام في المنطقة، خاصة وأن لبنان يتولى قيادة مجلس الأمن حالياً.