مفاعل ديمونة النووي الإسرائيلي
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- اختتمت بالمقر الرئيسي للأمم المتحدة بنيويورك جلسات مؤتمر مراجعة اتفاقية حظر الانتشار النووي بتأكيد الدول الخمس الأعضاء التي تملك السلاح النووي عزمها التخلص من ترسانتها النووية وبدعوة لإجراء مؤتمر برعاية الأمم المتحدة في عام 2012 من أجل شرق أوسط خال من السلاح النووي.
ودعت الوثيقة الختامية للمؤتمر الأمين العام، بان كي مون، لعقد مؤتمر لجعل الشرق الأوسط خال من السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل تحضره كل دول المنطقة. لكن الأهم كان تأكيدها على "أهمية التزام إسرائيل بالانضمام إلى المعاهدة ووضع كل منشآتها النووية تحت ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وإسرائيل ليست عضو في معاهدة الانتشار النووي ولا تعترف بامتلاكها أسلحة نووية، على عكس ثلاث دول أخرى في المنظومة الدولية، تعترف بامتلاكها أسلحة نووية وهي الهند وباكستان وكوريا الشمالية، التي سبق لها أن انسحبت من المعاهدة عام 2003.
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، المؤتمر وما تمخض عنه بـ"الناجح،" ورحب على وجه الخصوص بالاتفاق على مواصلة عملية جعل الشرق الأوسط خاليا من أسلحة الدمار الشامل.
وقال الأمين العام "إن الاتفاق على إجراءات محددة سيعزز من أعمدة المعاهدة الثلاثة وهي نزع السلاح وحظر الانتشار والاستخدام السلمي للطاقة النووية".
كما رحب الأمين العام بالتزام الدول التي تمتلك السلاح النووي بتعزيز جهودها الرامية إلى القضاء على أسلحة الدمار الشامل والتزام الدول الأعضاء بحظر الانتشار والإرهاب النوويين.
وأوضحت الوثيقة الختامية "إن المؤتمر يؤكد ويقر بأن القضاء التام على الأسلحة النووية هو الضمان الوحيد ضد تهديد استخدام أسلحة الدمار الشامل"، مشيرا إلى أهمية دخول اتفاقية حظر التجارب النووية حيز التنفيذ.
وحث كي مون كل الدول الأطراف في المعاهدة على الوفاء بالتزاماتها وترجمتها إلى إجراء ملموس، معربا عن تطلعه إلى العمل مع المجتمع الدولي باتجاه عالم خال من الأسلحة النووية.
وعلى المستوى الدولي، تعهدت الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، فرنسا وبريطانيا والصين والولايات المتحدة وروسيا بالتطبيق المبكر لاتفاقيات خفض الترسانة النووية والتخلص من أسلحة الدمار الشامل لديها، إذ أشارت الوثيقة إلى أن القضاء على تلك الأسلحة يشكل "الضمانة الوحيدة ضد خطر استخدامها."
يذكر أن مراجعة المعاهدة استمر لشهر في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وكان الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، الرئيس الوحيد الذي حضر انطلاق المباحثات، ووجه انتقادات لاذعة تجاه الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، من على منبر الأمم المتحدة، وسط انسحاب لمندوبي الدول الغربية.
وقال نجاد إن الأسلحة النووية هي "ضد البشرية وليست أداة دفاعية" واعتبر أن الذين استخدموا السلاح النووي في الحروب للمرة الأولى هم من بين "الشخصيات التي كرهها البشر أكثر من سواها عبر التاريخ،" وذلك في إشارة إلى استخدام واشنطن للقنابل الذرية ضد اليابان في الحرب العالمية الثانية.
واعتبر نجاد أن إسرائيل، التي وصفها بـ"الكيان الصهيوني،" تقوم بتخزين الرؤوس النووية وأسلحة الدمار الشامل بطريقة تهدد عبرها كل جيرانها، وذلك بالاعتماد على دعم غير محدود من واشنطن.