من التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين والمحتجة على استيلاء إسرائيل بالقوة على اسطول الحرية
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- في قرار تأخر بعض الوقت، أدان مجلس الأمن الدولي عملية الاستيلاء على أسطول الحرية وطالب إسرائيل بالإفراج الفوري عن سفن الأسطول والمشاركين فيه، داعياً في إلى إجراء تحقيق غير متحيز في الغارة الإسرائيلية على الأسطول.
وعبر القرار الدولي عن أسفه لسقوط قتلى في الأرواح جراء العملية، كما عبر عن قلقه العميق إزاء الأوضاع في قطاع غزة.
وكان مجلس الأمن قد بدأ مداولاته للبحث في مقتل ناشطين على متن "أسطول الحرية" الذي هاجمه الجيش الإسرائيلي في المياه الدولية، بعد الاستماع إلى كلمات ممثلي الدول، التي شهدت مداخلة حادة لوزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، اتهم فيها إسرائيل بارتكاب أعمال "إرهابية" وطالبها بالاعتذار والتعويض لضحايا الحادث وإنهاء حصار غزة.(مزيد من التفاصيل)
إسرائيل تهدد "ريتشل كوري"
لم تتمكن السفينة "ريتشل كوري"، وهي إحدى سفن المساعدات التي كان مقرراً أن ترافق "أسطول الحرية" من الالتحاق بالأسطول بعد تأخرها في الانطلاق من إيرلندا وهي تقل مجموعة من النشطاء المؤيدين للفلسطينيين.
"ريتشل كوري"، وهو اسم السفينة الذي جاء تيمناً بالناشطة الأمريكية التي قضت قبل سنوات أمام بلدوز عسكري إسرائيلي ضخم خلال محاولتها لمنع تدمير منزل فلسطيني، بدأت تتقدم ببطء نحو المنطقة بعد أن أعلنت أنها مصرة على التوجه نحو قطاع غزة رغم الأنباء عن استيلاء الجيش الإسرائيلي على "أسطول الحرية" ومقتل عدد من النشطاء.
مصادر عسكرية إسرائيلية رجحت أن تعاود البحرية الإسرائيلية الكرة ذاتها مع السفينة "ريتشل كوري" لمنعها من الوصول إلى قطاع غزة.
وأوضحت المصادر أن القوات الإسرائيلية ستلجأ للقوة إذا اقتضت الضرورة ذلك، وفقاً لما ذكرته الإذاعة الإسرائيلية.
احتجاز مئات النشطاء
وفي الأثناء، تواصل القوات الإسرائيلية إجراءات التحقيق مع نشطاء السلام الذين كانوا على متن السفينة "مرمرة" التي كانت أمس مسرحاً للاشتباكات العنيفة، وسقط خلالها عدد من القتلى والجرحى أثناء استيلاء القوات الإسرائيلية عليها في عرض البحر، واقتادتها مع باقي سفن الأسطول إلى ميناء أسدود.
وأفادت الإذاعة الإسرائيلية أنه تم التحقيق مع المئات من ركاب السفينة ثم إحالتهم إلى الاعتقال.
وأوضحت الإذاعة أن من بين المعتقلين سبعة إسرائيليين، ومنهم زعيم الحركة الإسلامية في الجليل الشيخ رائد صلاح، الذي لم يصب بأذى خلال عملية الاستيلاء على "مرمرة"، رغم أنباء أولية بإصابته.
ويوجد الشيخ رائد صلاح حالياً رهن الاعتقال في مركز شرطة أسدود، وكذلك نائبه الشيخ كمال خطيب، الذي تم تحويله إلى معتقل قرب بئر السبع، في حين تم الإفراج عن النائب في الكنيست الإسرائيلي، حنان زعبي من التجمع الوطني الديمقراطي، بعد خضوعها للتحقيق.
سفير أمريكي بين المحتجزين
وذكر مصدر بوزارة الخارجية الأمريكية أن تسعة مواطنين أمريكيين كانوا ضمن نشطاء السلام على متن أسطول الحرية، وأن السلطات الإسرائيلية مازالت تحتجزهم، إلا أن المصدر أشار إلى أنه لا يعرف هوياتهم ولا أوضاعهم ولا مكان احتجازهم.
وأوضح المصدر أنه يتوقع أن يلتقي القنصل الأمريكي في إسرائيل بالمحتجزين الأمريكيين التسعة الثلاثاء.
غير أن المتحدث باسم أسطول الحرية، جونثان سليفن، كشف عن وجود 5 أمريكيين ضمن القافلة، ومن بينهم السفير الأمريكي السابق إدوارد بيك.
وقال سليفن إن الأمريكيين الخمسة كانوا على متن السفينة "سفيندوني"، وأنهم استقلوها من ميناء أثينا في اليونان.
وأشار إلى أن الاتصالات مع الأمريكيين الخمسة مقطوعة منذ استيلاء الجيش الإسرائيلي على سفن الأسطول.
إصابة 45 أجنبي
وفي الأثناء، نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر أن هناك 45 أجنبياً أصيبوا خلال عملية الاستيلاء، موضحة أنهم لازالوا يتلقون العلاج الطبي، مشيرة إلى أن إصابة أحدهم بخطرة للغاية بينما وصفت إصابة ثمانية آخرين بأنها خطرة ومستقرة، أما الباقون فوصفت إصابتهم بما بين طفيفة ومتوسطة.
وأوضحت أن من بين الجرحى مواطناً بريطانياً وآخر من استراليا.
قتلى وجرحى
هذا ومازالت الأنباء متضاربة حول عدد القتلى من نشطاء السلام ممن كانوا على متن أسطول الحرية أثناء الاستيلاء الإسرائيلي عليه خلال رحلته إلى قطاع غزة في محاولة لاختراق الحصار.
ففيما أعلن التلفزيون الإسرائيلي مقتتل 19 ناشطا من النشطاء على متن أسطول الحرية، وإصابة نحو 26 آخرين، قال قائد سلاح البحرية الإسرائيلي في مؤتمر صحفي إن 10 أشخاص فقط قتلوا في الهجوم.