إسرائيل تسعى لحشد دعم دولي لرفع مسؤوليتها عن المأساة التي يعيشها سكان غزة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- نددت كبرى الفصائل الفلسطينية بخطة كشفت عنها وزارة الخارجية الإسرائيلية مؤخراً، تتضمن "رفع مسؤولية إسرائيل عن قطاع غزة بشكل كامل، وجعله كياناً مستقلاً تماماً"، حيث اعتبرت حركتا المقاومة الإسلامية "حماس"، والتحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، أن الخطة تهدف إلى "فصل" القطاع عن الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ووفق الخطة التي اقترحها وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، ويعتزم طرحها على عدد من الوزراء الأوروبيين الذين يزورون إسرائيل هذا الأسبوع، فإن الدولة العبرية تسعى إلى الحصول على "اعتراف دولي" لأول مرة، بانتهاء احتلالها للقطاع، الخاضع لسيطرة حركة حماس، والذي يعيش سكانه تحت حصار تفرضه عليهم السلطات الإسرائيلية منذ ما يقرب من أربع سنوات.
وجاء في "وثيقة سرية" لوزارة الخارجية، وفقاً لما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الجمعة، أنه "يجب التوجه إلى الولايات المتحدة، والسكرتير العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ورجال قانون مشهورين في مجال القانون الدولي، لدراسة الظروف اللازمة للاعتراف بانتهاء الاحتلال."
ويتوقع أن يطرح ليبرمان هذه الخطة أمام مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاترين أشتون، وستة من الوزراء الأوروبيين، الذين سيزورون إسرائيل الأسبوع المقبل، "في مسعى لحشد مساعدة أوروبية لرفع مسؤولية الاحتلال عن القطاع، وتحميل الجهة المسيطرة عليه هذه المسؤولية"، في إشارة إلى حماس.
وسيطلب ليبرمان من المسؤولين الأوروبيين، بحسب الوثيقة، أن يطرحوا على "الحكومة الفلسطينية في غزة"، إقامة محطة لتوليد الطاقة الكهربائية، ومنشأة لمعالجة مياه البحر، وأخرى لتنقية مياه الصرف الصحي، كما سيتقرح على الدول الأوروبية إرسال قوة عسكرية دولية إلى المعابر الحدودية.
من جانبها، بادرت حركة حماس إلى التنديد بالخطة الإسرائيلية التي اعتبرت أنها تهدف إلى "فصل" القطاع الفلسطيني، كما أعلنت، على لسان المتحدث باسمها، سامي أبو زهري، رفضها لما وصفته بـ"محاولة الكيان الصهيوني التهرب من مسؤوليات استمرار احتلاله من الناحية القانونية والعملية لقطاع غزة."
وقال أبو زهري: "بالرغم من أن غزة تحررت على الأرض من الوجود العسكري والاستيطاني الصهيوني، إلا أنها تخضع من الناحية القانونية والعملية للاحتلال"، كما وصف الخطة، التي يجري الحديث عنها بين الحين والآخر، لإعلان غزة كيان مستقل، بأنها "محاولة صهيونية للتهرب من المسؤوليات المترتبة على الاحتلال."
وقال أبو زهري، في تصريحات نقلها "المركز الفلسطيني للإعلام"، المقرب من حماس: "نحن نرفض هذا المشروع، لأن غزة هي جزء من فلسطين المحتلة، والاحتلال يجب ألا يُعفى من المسؤولية القانونية، طالما استمر في احتلاله للأرض الفلسطينية"، وطالب بعدم الربط بين هذه الفكرة، وقضية رفع الحصار عن غزة، مشدداً على أن "الحصار يشكل جريمة حرب دولية، ورفعه حق كفله القانون الدولي الإنساني."
إلى ذلك، أكد المتحدث باسم حركة فتح، أحمد عساف، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، رداً على ما نُشر الجمعة بشأن الخطة التي أعدها "وزير خارجية الاحتلال اليميني المتطرف"، أفيغدور ليبرمان، أن "قطاع غزة ما زال خاضعاً للاحتلال الإسرائيلي"، وأن "إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة تجاه القطاع، بصفتها دولة احتلال."
وقال عساف: "إننا سنتصدى لهذه المخططات الاحتلالية، ولن نعترف بها، ولن نتعامل معها، لأنه وحسب القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، فإن أراضي قطاع غزة تعتبر خاضعة للاحتلال الإسرائيلي، كذلك فإن إسرائيل انسحبت من القطاع بشكل أحادي الجانب، ودون اتفاق مع منظمة التحرير الفلسطينية، وهذا ما لم يرتب على المنظمة أي التزام سياسي."
وفيما أكد المتحدث باسم فتح أن "قطاع غزة يشكل مع الضفة والقدس، وحدة جغرافية واحدة، وهي الأراضي الفلسطينية التي احتلت في العام 1967، وستُقام عليها الدولة الفلسطينية المستقلة"، فقد أشار إلى أن "كشف هذا المخطط الإسرائيلي، الذي حذرنا منه طويلاً، يفرض الآن وأكثر من أي وقت مضى، على حماس إنهاء الانقسام الذي تسببت به، وتحقيق المصالحة."
لقاء سري بين فتح وحماس في بيروت
من جانب آخر، كشفت مصادر فلسطينية عن عقد "لقاء سري" بالعاصمة اللبنانية بيروت، مساء الأربعاء الماضي، جمع بين مسؤول العلاقات الدولية في حركة حماس، أسامة حمدان، والقيادي في حركة فتح، عزام الأحمد، إضافة لأعضاء آخرين من كلا الحركتين الفلسطينيتين.
وذكرت المصادر أن اللقاء تطرق إلى مجمل الأوضاع الفلسطينية، بدءاً من وضع عملية التسوية، وما يعتريها من عثرات، في ظل الموقف الأمريكي الأخير، الذي "أعطى غطاءً للجانب الصهيوني لمواصلة اعتداءاته"، حسبما نقل المركز الفلسطيني للإعلام، إضافة لبحث ملف المصالحة، وملف شؤون اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
كما نقل المركز المقرب من حماس عن "مصدر فتحاوي"، قوله إن لقاء بيروت "جاء في ظل ضغوط تمارسها الإدارة الأمريكية على حركة فتح، للدخول في مفاوضات مباشرة مع الكيان الصهيوني، وأن قناعة تولدت لدى بعض الأوساط الفتحاوية، مفادها أن المخرج الوحيد الآن هو العودة إلى مسار المصالحة والوحدة، لا سميا بعد حالة الإحباط السائدة تجاه عدم تحقيق أي تقدم على صعيد المفاوضات."