من اجتماعات المصالحة في القاهرة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- الاتهامات المتبادلة بـ"إفشال" المصالحة بين حماس فتح والقاهرة عاد ليتصاعد بقوة في اليومين الماضيين، حيث اتهمت حركة حماس مصر بأنها لم تكن "حيادية" فيما يخص ملف المصالحة، بل وذهب إلى أبعد من ذلك عندما وصفت دور القاهرة بأنه "تصعيدي"، فيما حلت لجنة المصالحة الفلسطينية نفسها لانعدام آفاق التوصل لحل، وبدأت العمل على بلورة تحرك شعبي ضاغط على حركتي فتح وحماس من أجل إنهاء الصراع الداخلي وتحقيق المصالحة.
حماس: القاهرة منحازة
فقد ردت حماسا على تصريحات الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية، حسام زکي، ضدها واعتبرتها بأنها "غير لائقة سياسياً وتوضح الفشل المصري في رعاية ملف المصالحة الفلسطينية."
فقد نقلت وسائل إعلام عن المتحدث باسم الحرکة فوزي برهوم في تصريح صحفي في غزة الاثنين "إن مثل هذه التصريحات تؤكد أن دور مصر لم يكن حيادياً وإنما تصعيدياً ضد قيادة حماس ويشير إلى أن هناك تراجعاً في الدور المصري في رعاية هذا الملف."
المصرية: حماس منقسمة بين فريق لا يفهم والآخر يشعل الموقف
من جانبه، وصف حسام زكي، ردود فعل حركة حماس على تصريحاته الصادرة صباح السبت بـ"الانفعالية والمرتبكة"، مشيراً إلى أن "بعضهم لا يريد الفهم والبعض الأخر يتابع ما يحدث بسعادة وربما يريد أن يزيد الأمر اشتعالاً."
وقال المتحدث الرسمي، في تصريحات نشرتها له الصحف المصرية الصادرة الاثنين، "الوضع ليس جيداً هم يتبعون منهج شخصنة الأمور، ويخطئ من يظن أن تلك الأمور تؤخذ بشكل شخصي، وإمعان البعض من حركة حماس في استخدام هذا الأسلوب عقيم بخلاف أنه مرفوض."
وأضاف زكي "إن التطورات الأخيرة وبعض التسريبات الإعلامية كشفت عن الإشكال الحقيقي، وهو أن البعض يريد أن يدخل مصر في لعبة تحميل مسؤوليات حول توقف جهد المصالحة، فحماس تريد التخلص من هذا العبء الكبير.. عبء تحمل مسؤولية فشل المصالحة، الذي تحمله منذ نهاية العام الماضي، هذا هو الموضوع."
حل لجنة المصالحة الفلسطينية
من ناحية ثانية، كشف هاني المصري، النقاب عن أن الوفد الرئاسي قرر حل نفسه بنفسه، بعد أن اتضح عدم وجود آفاق للوفد بتحقيق الهدف الذي تشكل من أجله، معتبراً أن المصالحة الفلسطينية في ظل الوضع الراهن صعبة إن لم تكن مستحيلة، على حد وصفه.
ورفض هاني المصري، عضو الوفد الرئاسي الذي شكله رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، لدفع المصالحة الفلسطينية، تحميل طرف بعينه مسؤولية فشل مهمة الوفد، وفقاً لما نقلته وكالة "آكي" الإيطالية للأنباء عنه.
غير أن المصري أشار في حديثه لـ"آكي" إلى أن نشاط رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري لم تتوقف عند مسألة حل الوفد، وإنما يجري العمل حالياً على بلورة تحرك شعبي ضاغط على حركتي فتح وحماس من أجل إنهاء الصراع الداخلي وتحقيق المصالحة.
والمح المصري إلى أن كلا الطرفين يقعان تحت ضغوط تحول دون تحقيق المصالحة، نافياً أن تكون حركة حماس قد رفضت استقبال الوفد الرئاسي، وقال "على العكس فقد قيل لنا انه مرحب بنا سواء في دمشق أو في غزة إلا أننا حقيقة لم نرى أي آفاق فعلية لإمكانية نجاحنا" في إنجاز المصالحة.
وأعلن المصري "السعي الآن بالشراكة مع قوى وشخصيات وطنية لبلورة وثيقة وطنية تتضمن أسس إنهاء الانقسام، وسنطلب من الأطراف الموافقة عليها، وسنسعى للضغط على الأطراف من خلال تيار شعبي لقبول هذه الوثيقة والتحرر من الضغوط التي تمارس على هذه الأطراف"، أي الفصائل الفلسطينية.