صالح أكد مواصلة الرهان على السلام بصعدة
صنعاء، اليمن(CNN) -- أكد مصدر يمني مطلع، الثلاثاء، سيطرة المسلحين الحوثيين، على نقطة عسكرية بمديرية حرف سفيان، وذلك بعد قليل من اتهام صنعاء للجماعة بالتصعيد ضد الحكومة ودعوة الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح، لقياداتهم بالانصياع للقانون.
وكانت وسائل إعلام يمنية قد نقلت أنباء عن إستيلاء جماعة الحوثي على موقعين عسكريين، وأخرى تابعة لقبائل بن عزيز، بعد أقل من 24 ساعة على وقف إطلاق النار بين الجانبين وتجدد المواجهات بينهما.
وقال المصدر الذي تحدث لـCNN بالعربية طالباً عدم ذكر اسمه، إن الحوثيين تمكنوا من أسر "عشرات الجنود ورجال القبائل المؤيدة للحكومة،" كما سيطروا على مكان هو عبارة عن نقطة عسكرية.
وأضاف المصدر أن الحكومة اليمنية تفاوض الحوثيين حالياً للإفراج عن المعتقلين والانسحاب من النقطة التي سيطروا عليها، مشيراً إلى أن الجيش اليمني سيكون مضطراً للجوء إلى القوة إن لم يحصل ذلك بالمفاوضات.
وكان رئيس الوزراء اليمني، علي مجور، أعلن عن إصابة النائب عزيز صغير، قائد قبائل بن عزيز، بالهجوم المستمر منذ أيام للحوثيين على منزله.
وتعد المواجهات أخطر تهديدا للهدنة القائمة منذ أشهر بعد الحرب السادسة في صعدة، ما دفع مجلس النواب اليمني إلى دعو الحكومة لـ"التصدي بحزم لكافة الأعمال الإجرامية، والوقوف أمام أي تمرد أو خروج على النظام والقانون."
وقال مجور إن الحوثيين، الذين وصفهم بـ"العناصر التخريبية"، نفذوا سلسلة من الهجمات في منطقة حرف سفيان بمحافظة عمران شمالي البلاد، ما أدى إلى إصابة النائب عزيز، الذي خاض رجاله لأيام معارك طاحنة مع الحوثيين للدفاع عنه.
وشدد مجور على أن الوضع بحرف سفيان "لم يعد كما كان في السابق"، في إشارة إلى تكرار نشاطات الحوثيين الذين اتهمهم بالاستيلاء على معدات عسكرية.
ونفل موقع حزب المؤتمر الحاكم في اليمن عن مصادر ميدانية قولها إن الحوثيين نصبوا نقاط تفتيش جديدة في عدد من مناطق محافظة صعدة لتفتيش المارة.
أما مجلس النواب، فقد اتهم الحوثيين بعدم الالتزام بالنقاط الست التي أعلنتها الحكومة بناءً على طلبهم لوقف الحرب في صعدة، ودعا المجلس الحكومة إلى تحمل مسئوليتها الدستورية للتصدي بحزم لكافة الأعمال الإجرامية والوقوف أمام أي تمرد أو خروج على النظام والقانون و"العمل من أجل الحفاظ على أمن واستقرار الوطن."
وكان الرئيس اليمني، قد وجّه دعوة إلى المقاتلين الحوثيين للانصياع إلى القانون والأمن، كما أكد تمسك صنعاء باتفاقية السلام معهم، والتي أنهت حرباً سادسة دامية امتدت آثارها إلى السعودية.
كما وجه صالح رسالة مماثلة إلى القوى الجنوبية الداعية للانفصال عن الشمال، مؤكداً عدم التراجع عن خيار الوحدة التي جرت مطلع العقد التاسع من القرن الماضي، معلناً في الإطار عينه عن مبادرة حسن نية تتمثل في الإفراج عن 52 سجيناً ممن وصفهم بـ"مثيري الشغب."
وقال صالح، في كلمة بحفل تخريج عدد من الدورات التخصصية لمنتسبي قوات الأمن المركزي إن على من "يسمون أنفسهم بالحراك أن يبتعدوا عن الفوضى وقطع الطريق وإثارة الشغب ،" في إشارة إلى القوى الجنوبية المنضوية ضمن جبهة تحمل اسم الحراك الجنوبي.
وأكد صالح أن باب الحوار الوطني المسؤول "مفتوح للجميع تحت سقف الثوابت الوطنية،" وتابع قائلاً: "نعم للأمن والاستقرار ..لا للفوضى والخارجين عن القانون، ونقول للخارجين عن القانون كفى عبثاً وكفى قطع للطرقات وقتل النفس المحرمة."
واعتبر صالح أن الوحدة في اليمن "راسخة رسوخ جبال عيبان وظفار وشمسان ومحمية ومحصنة بإرادة الشعب."
وحول الملف الحوثي في صعدة، قال صالح إن خيار صنعاء هو "السلام والأمن والاستقرار وإعادة البناء والإعمار،" مؤكدا أن الدولة ستخصص مبالغ مالية لإعادة بناء المناطق المتضررة من أحداث الفتنة .
وشدد صالح على ضرورة ترجمة الحوثيين التزامهم بتنفيذ النقاط الست التي أنهت المواجهات التي استمرت لأسابيع مع الجيش مضيفاً: ""على الحوثيين أن ينصاعوا للأمن والاستقرار والسلام."
يذكر أن النقاط الست التي ضمنت وفق إطلاق النار في صعدة، تنص على "الالتزام بوقف إطلاق النار وفتح الطرقات وإزالة الألغام والنزول من المرتفعات"، و"الانسحاب من المديريات وعدم التدخل في شؤون السلطة المحلية"، و"إعادة المنهوبات اليمنية والسعودية، و"إطلاق المحتجزين"، و"الالتزام بالنظام والقانون"، و"الالتزام بعدم الاعتداء على السعودية."