العاهل الأردني يشدد على حل الدولتين
عمان، الأردن (CNN) -- أكد العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، أنه سيلبي الدعوة التي وجهتها الإدارة الأمريكية لبلاده للمشاركة في مفاوضات السلام المنوي عقدها مطلع سبتمبر/أيلول المقبل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، على قاعدة حق الفلسطينيين بإقامة دولة مستقلة.
بالمقابل، أعرب رئيس الحكومة الفلسطينية، سلام فياض، عن قلقه لأن الوضع المالي للسلطة الوطنية بات "غاية في الصعوبة" بسبب نقص الأموال المقدمة من الدول العربية، داعياً تلك الدول إلى مواصلة دعمها للسلطة بما يسمح لها بـ"تجاوز هذه الأزمة،" لكنه رفض ما جاء في بعض التقارير الصحفية التي أشارت إلى تقاعس الإمارات عن تسديد التزاماتها.
وعقب فياض على تقرير إخباري في هذا الشأن بالقول: "خلافاً للانطباع الخاطئ تماماً الذي يحمله التقرير، فإن ما قدمته دولة الإمارات للسلطة الوطنية الفلسطينية لدعم موازنة السلطة منذ مؤتمر باريس للمانحين الذي عقد في كانون أول عام 2007، والبالغة قيمته حوالي 310 مليون دولار، قد فاق الالتزام السخي الذي أعلنت عنه الإمارات في المؤتمر المذكور، والبالغة قيمته 300 مليون دولار."
ولفت فياض إلى أن الإمارات قدمت مبالغ أخرى لتمويل المشاريع التطويرية ودعم وكالة الغوث لتشغيل اللاجئين، وذلك بالإضافة إلى المساعدات التنموية والخيرية والإغاثية، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية.
ووصف فياض الوضع المالي للسلطة الوطنية بأنه "غاية في الصعوبة،" إلا أنه "عبّر عن ثقته بأن يساهم كافة الأشقاء العرب، وبما عهد عنهم من مواقف داعمة دوماً للشعب الفلسطيني، في توفير الدعم اللازم لتمكيننا من تجاوز هذه الأزمة والوفاء باحتياجات شعبنا الفلسطيني في ظل التحديات التي يواجهها في هذه الظروف الصعبة."
وتأتي هذه التطورات المتعلقة بالوضع المالي الفلسطيني قبل أسبوعين من موعد انطلاق المفاوضات المباشرة التي أعلنت عنها وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون.
وفي هذا السياق، دعت السلطة الفلسطينية الولايات المتحدة والمجتمع الدولي إلى مواكبة مفاوضات السلام المباشرة، وقال الناطق باسم السلطة، غسان الخطيب، إن الفلسطينيين "سيقبلون على هذه المفاوضات بجدية وايجابية،" مشددا على أن عدم تدخل المجتمع الدولي في العملية التفاوضية يعني "انهيارها كما حدث في السابق."
من جانيها نقلت وكالة الأنباء الأردنية أن العاهل الأردني، الملك عبدالله، سيزور الولايات المتحدة، تلبية لدعوة من الرئيس الأميركي باراك أوباما، على أن يجتمع معه في لقاء ثنائي.
وأضافت الوكالة أن العاهل الأردني سيشارك بعد ذلك في اللقاء الموسع الذي سيضم أوباما مع الرئيس المصري محمد حسني مبارك، ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وممثل اللجنة الدولية الرباعية طوني بلير، قبيل انطلاق المفاوضات.
وأكد مصدر مسؤول في الديوان الملكي الهاشمي حرص الملك الأردني على "على بلورة موقف دولي فاعل يعمل على إنجاح المفاوضات عبر ضمان معالجتها لجميع قضايا الوضع النهائي، ووصولها إلى حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية."
وشدد المصدر على أن تحقيق المفاوضات للتقدم المطلوب يستوجب التزام بيان اللجنة الرباعية، الذي صدر الجمعة، وجميع المرجعيات التي تؤكد أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة والتي تعيش بسلام وأمن إلى جانب إسرائيل هو السبيل الوحيد لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
كذلك أكد الرئيس المصري حسني مبارك قبوله لدعوة أوباما للمشاركة في إطلاق المفاوضات المباشرة مطلع الشهر المقبل في واشنطن، مبديا تطلعه لتوصل الجانبين لاتفاق سلام ينهي الاحتلال الإسرائيلي ويقيم الدولة الفلسطينية المستقلة.