حذر مشعل من أن المباحثات قد توجه ضربة قاضية للقضية الفلسطينية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- انتقد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، الثلاثاء، المفاوضات المباشرة المقرر انطلاقها في واشنطن بين الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية في الثاني من سبتمبر/ أيلول المقبل، قائلاً إنها "فاقدة للشرعية الوطنية، وقد تصفي القضية الفلسطينية."
وقال مشعل، في كلمة ألقاها في دمشق، إن الموافقة الفلسطينية على العودة إلى المفاوضات المباشرة تمت "تحت الإكرا،ه وبمذكرة جلب أمريكية، وليست بقرار فلسطيني، ولا بقناعة عربية"، بل تمت الدعوة إليها "بلا غطاء فلسطيني، وبالتالي بلا شرعية وطنية"، وفق المركز الإعلامي الفلسطيني.
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، قد دعت، الجمعة الماضي، كل من رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى واشنطن في سبتمبر / أيلول المقبل، لبدء المفاوضات المباشرة بينهما لأول مرة منذ توقفها في ديسمبر/ كانون الأول 2008.
وأكدت أن المفاوضات ستبدأ دون تحديد شروط مسبقة من قبل الطرفين.
والسبت، أعلنت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، موافقتها على استئناف المفاوضات لحل جميع قضايا الوضع النهائي، وعلى أساس بيان اللجنة الرباعية الدولية.
وجاء في بيان اللجنة: "إننا ومن منطلق تأكيد اللجنة الرباعية في بيانها الأخير على التزامها الكامل ببياناتها السابقة، بما يشمل دعوتها الطرفين للتصرف على أساس القانون الدولي، ولاسيما الالتزام بخارطة الطريق وكذلك تأكيد اللجنة الرباعية على وقف إسرائيل الشامل لجميع الأنشطة الاستيطانية، وذلك بالإضافة لتأكيد اللجنة الرباعية على عدم اعتراف المجتمع الدولي بضم إسرائيل للقدس الشرقية، وإننا وبناء على ذلك كله، نعرب عن قبولنا للدعوة لإطلاق مفاوضات مباشرة بشأن كافة قضايا الوضع الدائم فورا وبما يكفل إنجازها في غضون عام واحد", طبقاً لما أوردت وكالة الأنباء الفلسطينية، "وفا."
واعتبرت اللجنة التنفيذية في بيانها أن إسرائيل إذا امتنعت عن الوقف التام لجميع الأنشطة الاستيطانية في الأرض الفلسطينية المحتلة بأكملها، فإنها تهدد بالتالي استمرار المفاوضات المباشرة.
وإلى ذلك، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إن بيان اللجنة الرباعية ليس سوى: ورقة توت لن يستر عورة ولن يغطي التهافت الفلسطيني"، وصفاً الفريق الفلسطيني المفاوض بأنه "معزول عددا وموقفا" كونه "راهن على الأميركيين ولم يراهن على شعبه"، وفق المركز الإعلامي الفلسطيني.
ودعا إلى مراجعة عربية وفلسطينية لنهج التسوية والمفاوضات بعد أن ثبت فشل هذا الخيار في ظل الافتقار إلى أوراق القوة، مؤكدا أن "نجاح المفاوضات مشكلة وفشلها مشكلة، فنجاحها ليس لصالحنا لأنها تصفي القضية الفلسطينية وحق العودة والقدس وما يسمى بحدود بأراضي عام 1967 وسيصادرون السيادة على الأرض والمعابر، وإن فشلت فسنكون خسرنا الكثير أي مزيدا من إضاعة الوقت واستنزاف السقوف السياسية والمزيد من إعطاء الفرص المتلاحقة للقيادة الصهيونية كي تحسن صورتها."
كما دعا العاهل الأردني الملك عبد الله والرئيس المصري حسني مبارك إلى "عدم المشاركة في تدشين هذه المفاوضات لأنها بلا غطاء فلسطيني وبلا شرعية وطنية، ولأن نتائجها الكارثية ستمس مصالح وأمن الأردن ومصر والأمة والمنطقة وليس فقط فلسطين."
وكانت الإدارة الأمريكية قد دعت الرئيس المصري، والعاهل الأردني، للمشاركة في إنطلاق المفاوضات، نظراً لدورهما الحساس والمهم في هذا الجهد، بحسب كلينتون.