الهجمات المتلاحقة تلقي بظلال من الشكوك على قدرات القوات العراقية في التصدي للجماعات المسلحة
بغداد، العراق (CNN)-- حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من موجة هجمات عنيفة يخطط مسلحو تنظيم القاعدة لشنها خلال الأيام القليلة المقبلة، بالاشتراك مع جماعات مسلحة أخرى، من بينها "حزب البعث المنحل"، مشيراً إلى أن تلك الهجمات قد تمتد إلى مختلف أنحاء العراق.
وأمر المالكي، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، في بيان أذاعه التلفزيون الرسمي الجمعة، بوضع قوات الأمن في حالة تأهب، كما طلب من مسؤولي الحكومة بمختلف المحافظات، اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر.
وقال رئيس الحكومة العراقية، بحسب البيان، إن لدى حكومته مؤشرات على أن "تنظيم القاعدة، وبقايا فلول البعث، يخططون وبدعم من الخارج، للقيام بسلسلة تفجيرات في بغداد، والمحافظات الأخرى."
وذكر البيان، الذي أُذيع قبل قليل من منتصف الليلة الماضية، أن تلك الهجمات ستضرب عبر البلاد، مستهدفةً أهداف تابعة لمؤسسات حكومية، بشكل خاص.
يأتي تحذير المالكي بعد يومين على سلسلة تفجيرات، وصل عددها إلى 20 تفجيراً، ضربت 13 مدينة عراقية، استهدفت في غالبيتها أفراد القوات الأمنية، وأسفرت عن سقوط 48 قتيلاً وأكثر من 286 جريحاً.
وأدت موجة الهجمات التي شهدتها أنحاء متفرقة من العراق الأربعاء، إلى تزايد مخاوف العراقيين وشكوكهم في قدرة قوات الأمن على توفير الحماية لهم، خاصةً وأن الجيش الأمريكي يقوم بسحب قواته من العراق.
وفي الأسبوع الماضي، أعلن الجيش الأمريكي تراجع حجم قواته العاملة في العراق إلى دون 50 ألف جندي، وهو أدنى مستوى للقوات الأمريكية منذ غزو العراق في ربيع عام 2003.
جاء هذا التراجع قبل الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لخفض عدد قوات بلاده، بحلول 31 أغسطس/ آب الجاري، لتبدأ القوات المتبقية هناك مرحلة "عملية الفجر الجديد"، والتي تتضمن تدريب القوات العراقية، وتقديم المساعدة لها حتى اكتمال مهمتها في ديسمبر/ كانون الأول 2011.
ومازال المشهد العراقي يعيش حالة اضطراب، في أعقاب الانتخابات التي أدت إلى فوز قائمة "العراقية"، بزعامة السياسي الشيعي العلماني إياد علاوي، الذي يحظى بتأييد التجمعات السُنية، على قائمة "دولة القانون"، التي يتزعمها رئيس الحكمة "المنتهية ولايته"، نوري المالكي.
ويرى مراقبون أن جماعات مسلحة تسعى لاستغلال "الفراغ السياسي"، لمحاولة إدخال العراق في دائرة من العنف الطائفي مجدداً، مثلما حدث عامي 2006 و2007.