نتنياهو وعباس يتطلعان لإطلاق الجولة الأولى من المفاوضات المباشرة خلال ساعات
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- مع قرب انتهاء حرب الولايات المتحدة في العراق، تقدمت قضية السلام في الشرق الأوسط لتصبح مركز اهتمام المسؤولين في الإدارة الأمريكية، إذ يبدأ الرئيس باراك أوباما الأربعاء، سلسلة من الاجتماعات مع قادة عرب وإسرائيليين.
وكان من المقرر أن يلتقي أوباما وراء أبواب مغلقة في البيت الأبيض مع رئيس الوزرء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس المصري حسني مبارك.
والتقى أوباما ونتنياهو أولا، وأدان أمام الصحفيين "القتل الوحشي،" لأربعة مستوطنين إسرائيليين يوم الثلاثاء بالقرب من مدينة الخليل بالضفة الغربية، قائلا إن "الإرهابيين يحاولون النيل من هذه المحادثات."
ويرى كثيرون أن أمام أوباما "فرصة نادرة" للتوصل لاتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ربما في غضون عام، بعدما فرغ من انتهاء المهام القتالية لقوات بلاده في العراق.
ويؤكد مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، السيناتور السابق جورج ميتشل، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، يبديان اهتماماً كبيراً بالتحذيرات التي تشير إلى أن المنطقة قد تعاني مزيداً من التوتر على مدار السنوات القادمة، في حالة انهيار المفاوضات بينهما.
وقال ميتشل، في تصريحات للصحفيين بواشنطن الثلاثاء: "الآن، أعتقد أنه في ضوء وعي كلا الزعيمين وقيادتيهما بكل هذه الأمور وغيرها، فإن هناك فرصة تلوح من النافذة"، وأضاف: "هناك لحظة من الزمن، يمكن خلالها التوصل إلى حل الدولتين، والذي يُعد ضرورياً للتوصل إلى اتفاق بشأن عملية السلام المعقدة في المنطقة."
وتابع قائلاً: "تبدو هناك صعوبات كبيرة تواجه كلا الزعيمين، ونحن نعترف بتلك المصاعب التي تواجههما معاً، إلا أن البدائل الأخرى لهما ولأبناء مجتمعيهما، قد تتضمن صعوبات ومشكلات أكبر في المستقبل"، في حالة إذا ما انهارت المفاوضات المباشرة بينهما.
وفيما أبلغت مصادر مقربة من المفاوضات CNN بأنه من الصعب في الوقت الراهن التفاؤل بشأن التوصل إلى اتفاق سلام، فقد أكدت أن الأمل يتزايد مع جلوس الإسرائيليين والفلسطينيين معاً مجدداً لأول مرة، منذ عام ونصف من الجمود الذي خيم على المفاوضات.
وقبل ساعات من انطلاق المفاوضات المباشرة بين نتنياهو وعباس، شهدت مدينة "الخليل" في الضفة الغربية هجوماً أسفر عن مقتل أربعة إسرائيليين الثلاثاء، تبنته "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس."
وفيما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن "أربعة إسرائيليين قتلوا نتيجة إطلاق النار باتجاه سيارتهم من كمين نصبه لهم مخربون في مدخل مستوطنة كريات أربع"، قال مراسل CNN في غزة، إنه تسلم رسالة نصية من جماعة تزعم مسؤوليتها عن إطلاق النار.
من جانبه، دعا مبعوث الاتحاد الأوروبي للجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط، طوني بلير، إلى عدم السماح للهجوم الذي شهدته مدينة الخليل بالضفة الغربية الثلاثاء، بأن يخرج المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين عن مسارها.
وأدان بلير، في تصريحات له الثلاثاء، الهجوم واصفاً إياه بأنه "موجه"، وقال في هذا الصدد: "هذا العمل، الذي أصابنا بالصدمة، من الواضح أنه يستهدف تخريب المفاوضات (المباشرة)، ولكننا يجب ألا نسمح للمتشددين بأن يبعدوا المسيرة عن طريقها."