نتنياهو وعباس يعدان ملفاتهما للجولة الثانية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، دعوته إلى الفلسطينيين للاعتراف بـ"يهودية"، دولة إسرائيل، في الوقت الذي كشفت فيه مصادر إسرائيلية مطلعة عن وجود خلافات حادة مع الجانب الفلسطيني بشأن جدول أعمال الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة.
وقبل يومين من لقائه المرتقب مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في منتجع "شرم الشيخ" الثلاثاء، قال نتنياهو، خلال الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء الإسرائيلي الأحد، إنه يسمع دائماً كلمة "دولتين"، ولكنه لم يسمع بأن هاتين الدولتين ستكون "لشعبين."
وشدد نتنياهو، وفقاً لما نقلت الإذاعة الإسرائيلية، على أنه سيتسنى التوصل إلى ما أسماه "اتفاق إطار" في غضون عام واحد، إلا أنه ربط ذلك بـ"مواصلة القيادة الفلسطينية عملية التفاوض بصورة مطردة، رغم العقبات، وتحلت بالجدية والعزم."
وقال رئيس الوزراء إنه سيتوجه بعد غد (الثلاثاء) إلى منتجع شرم الشيخ حيث يلتقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بحضور الرئيس المصري حسني مبارك، ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون.
من جانب آخر، نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن تقرير لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أشارت فيه إلى تفجر "خلاف فلسطيني- إسرائيلي حاد"، حول القضايا التي ستدرج على جدول أعمال المفاوضات المباشرة بين الجانبين، والمزمع استئنافها الثلاثاء.
ولفتت الصحيفة إلى أن إسرائيل تطالب بالتفاوض أولاً حول قضيتي "التدابير الأمنية"، والاعتراف الفلسطيني بها بصفة "الدولة القومية للشعب اليهودي"، فيما تصر منظمة التحرير والقيادة الفلسطينية على مناقشة قضية "رسم حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية."
وفيما تُعد قضية الاستيطان "حجر العثرة" الرئيسي الذي يعترض مسيرة المفاوضات المباشرة، فقد شدد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الذي استضاف الجولة الأولى مطلع الشهر الجاري، على أن المفاوضات قد تواجه "عقبات ضخمة"، مؤكدا عزم إدارته على الاستمرار في المحاولة "إذا فشلت المحادثات."
وأعلنت القاهرة في وقت سابق، على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية، حسام زكي، أن مصر ستستضيف الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة بمنتجع شرم الشيخ في 14 من الشهر الجاري، فيما أكد مراقبون لـCNN قلق الإدارة الأمريكية على مسيرة تلك المفاوضات، التي قد تتوقف قريباً نتيجة اصطدامها بقضية الاستيطان، التي تتفاعل بقوة في الداخل الإسرائيلي.
وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، خفف نتنياهو من لهجته المتفائلة حيال مستقبل عملية السلام مع الفلسطينيين قائلاً إنه "ليس هناك ما يضمن نجاح" الجولة الجديدة من المفاوضات المباشرة، بسبب "وجود العديد من المعوقات."
وقال نتنياهو، في رسالة فيديو وجهها إلى الإسرائيليين بمناسبة حلول عيد رأس السنة العبرية الجديدة، إنه رغم هذا الواقع، فإن حكومته مصرة على التوصل لاتفاق مع الفلسطينيين، ولكن استنادا إلى قاعدتين هما تنفيذ ترتيبات أمنية حقيقية، واعتراف الجانب الفلسطيني بإسرائيل كدولة يهودية.
وقال نتنياهو إن إطلاق المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين هو "خطوة مهمة في نطاق المحاولة للتوصل إلى اتفاق إطار للسلام بين الجانبين"، غير أنه تابع بأن إسرائيل تحاول تحقيق ذلك "من منطلق صدق النوايا وليس من منطلق السذاجة"، في إشارة إلى إدراك حجم العقبات التي تعترض المفاوضات.