عناصر من حماس يستعرضون قوتهم في غزة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عن تشكيل تحالف يضم الأجنحة العسكرية لعدد من الفصائل الفلسطينية الأخرى، وتعهدت بمواصلة الهجمات على إسرائيل، في الوقت الذي انطلقت فيه المفاوضات المباشرة بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بالعاصمة الأمريكية واشنطن.
وخلال اجتماع ضم قادة الأجنحة العسكرية لنحو 13 فصيلاً فلسطينياً مساء الخميس، أكد أبو عبيدة، الناطق باسم كتاب "عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحماس، "دخول المقاومة الفلسطينية مرحلة متقدمة في العمل الجهادي المشترك، والتنسيق الميداني على أعلى المستويات"، وشدد على أن "عمليات المقاومة ستكون فاعلة ومؤثرة في العدو الصهيوني."
جاء هذا الاجتماع بعد قليل من تأكيد قيادي رفيع في حماس، التي تفرض سيطرتها على قطاع غزة، على مواصلة "عمليات المقاومة" ضد إسرائيل، رغم اعتقال عدد من عناصر الحركة في الضفة الغربية، كما جاء في أعقاب هجوم قرب مستوطنة "عوفرا" بالضفة الغربية، هو الثالث الذي تتبناه حماس خلال ثلاثة أيام، إلا أنه لم يسفر عن سقوط ضحايا، بحسب الإذاعة الإسرائيلية.
وأعلنت كتائب القسام مسؤوليتها عن هجومين سابقين، وقع أحدهما قرب مدينة "الخليل" الثلاثاء، عندما أطلق مسلحون النار على سيارة إسرائيلية، مما أسفر عن مقتل أربعة إسرائيليين، ثم وقع هجوم مماثل الأربعاء، في محيط مستوطنة "ريمونيم"، بالقرب من "رام الله"، مما أسفر عن إصابة إسرائيليين بجروح تراوحت بين طفيفة وخطيرة، نتيجة انحراف السيارة وانقلابها.
ونقل المركز الفلسطيني للإعلام، المقرب من حماس، عن أبو عبيدة قوله، خلال مؤتمر صحفي عقده باسم 13 جناحاً عسكرياً تابعة لفصائل المقاومة مساء الخميس، إن "هذه العمليات لن تكون الأخيرة، بل هي شرارة لما هو آت"، كما أكد أن الأجنحة العسكرية "باركت" عمليتي الخليل ورام الله، ووصف العمليتين بأنهما "رد طبيعي على جرائم المغتصبين الصهاينة."
وتعارض حركة المقاومة الإسلامية دخول السلطة الفلسطينية، التي تقودها حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، في مفاوضات مباشرة مع الحكومة الإسرائيلية، حيث قال المتحدث باسم حماس، سامي أبو زهري، في تصريحات للصحفيين بغزة، إن عباس "المنتهية ولايته"، لا يتمتع بأي شرعية سياسية ولا يحق له أن يمثل الشعب الفلسطيني، في إشارة إلى المفاوضات الراهنة.
ورفضت الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية، المتحالفة مع حماس، بحسب البيان الذي تلاه أبو عبيده مساء الخميس، ما أسمته "انزلاق سلطة فتح في رام الله إلى المفاوضات العبثية وغير المجدية"، معتبرة أنها تمثل "تغطية للجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني."
وقالت: "لن نسمح بتمرير هذه المفاوضات على شعبنا الفلسطيني، وسيكون للمقاومة الفلسطينية كلمتها المدوية رداً على مفاوضات بيع الأرض"، معتبرة في ذات الوقت أن ذهاب سلطة "فتح" إلى المفاوضات هو "طعنة في خاصرة الشعب الفلسطيني وشرعنة للاحتلال والاستيطان، وتنكر لدماء شهداءنا وآلام أسرانا ومعاناة شعبنا."
كما استهجنت الأجنحة العسكرية ما أسمتها "الحملة الشرسة واللا أخلاقية، التي تقودها سلطة رام الله ضد المقاومين وخاصة بعد عملية الخليل"، مؤكدة على أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام استمرار هذه الممارسات، داعية سلطة فتح إلى "وقف هذه الهجمة المشبوهة، والعودة إلى الرشد قبل فوات الأوان."