رئيس الحكومة الصومالية المؤقتة أثناء إلقاء كلمته السبت
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قال شيخ شريف شيخ أحمد، رئيس الحكومة الاتحادية الانتقالية في الصومال أمام الجمعية العامة، السبت، إن بلاده تواجه خطراً مزدوجاً يتمثل في الإرهاب الدولي والقرصنة، اللذين يهددان الدولة الأفريقية التي تشهد اضطرابات دامية منذ عام 1991.
وقال أحمد إن بلاده تعاني من أسوأ أنواع الإرهاب الدولي الذي ينفذه تنظيم القاعدة من خلال حركة الشباب المتطرفة، ومجموعة من المقاتلين الأجانب الذين يساندون الحركة التي تتلقى الدعم والمساعدة من تنظيم القاعدة.
وتحدث أحمد عن جرائم وحشية ترتكبها المليشيات المسلحة التي تقاتل حكومته وقوة حفظ السلام الأفريقية قائلاً: "اعتادت هذه الحركة على أن تقوم بشكل شبه يومي وعلى مرأى ومسمع من الناس في الميادين العامة وأماكن العبادة في العاصمة مقديشو وغيرها من المدن الصومالية الأخرى، على قتل الأبرياء من الشعب الصومالي المسالم وذبحهم وبتر أعضائهم مثل اليدين والأرجل والألسنة والشفاه والآذان."
وتابع وصفه: "بل وأحيانا ترتكب هذه الحركات الإرهابية جرائم شنيعة في حق الإنسانية، إذ يفصلون رؤوس الضحايا عن بقية الجسد ثم يضعونها في مكان آخر، وكما استباحوا الدماء، استباحوا الأعراض والأموال."
وأضاف الرئيس الصومالي أن حركة الشباب تهدف إلى تأسيس وكر إرهابي في منطقة القرن الأفريقي يديره تنظيم القاعدة لنشر الإرهاب من خلال الصومال إلى كافة المناطق المحيطة والعالم.
وعدد أحمد الهجمات التي نفذتها حركة "الشباب" من بينها مهاجمة فنادق وجامعة، وعملية تفجير مزدوجة في يوغندا، الدولة التي تساهم عسكرياً بجنود في القوة الأفريقية المساعدة للحكومة الصومالية.
وناشد المسؤول الصومالي المجتمع الدولي مواصلة دعم بلاده لدرء انتشار القاعدة وحلفائها المحليين في المنطقة، قائلاً: أولاً المجال الأمني: إصلاح وتدريب القوات الصومالية تدريبا فعالا يؤهلها أن تمتلك زمام المبادرة الأمنية، وتوفير رواتب لهم ورعاية صحية بحيث تكون قادرة على حماية المواطنين الصوماليين وفرض السيطرة الأمنية. ثانيا، تعزيز قوات الاتحاد الأفريقي ودعمها بقوات إضافية. ثالثا، مراجعة ووضع استراتيجية عسكرية أخرى تقوم بتنفيذها الأمم المتحدة وتتضمن إرسال قوات أممية إلى الصومال هدفها إعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد"، وفق الأمم المتحدة.
وحول قضية القرصنة، قال رئيس الحكومة الانتقالية في الصومال، إن الإرهاب البحري، الذي ينشط قبالة سواحل بلاده، لا يقل خطورة عن ذلك المرتكب على الأرض، مشيرا إلى أن هناك علاقة وثيقة بين القراصنة والحركات الإرهابية المتطرفة المسلحة في الصومال.
وتزامنت كلمته مع إعلان القوة الأوروبية لمكافحة القرصنة في خليج عدن عن اختطاف سفينة شحن ترفع علم بنما صباح السبت.
وحذر أحمد من تطور الأمور لتصل إلى تفجير السفن وقتل الركاب بدلا من طلب الفدية. كما أكد أن حل هذه المسألة يكمن في حل جذور الصراع الصومالي.
وطالب الرئيس الصومالي بمواصلة دعم الحكومة وميزانيتها ومساعدتها في إعادة البنية التحتية وتطوير الاقتصاد الصومالي وتطوير مؤسساته.
وتسيطر حركة "الشباب المجاهدين"، التي يُعتقد أنها تضم المئات من "المقاتلين الأجانب"، قدموا من دول في جنوب آسيا، ومنطقة الخليج، ودول غربية، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، على القسم الأكبر من وسط وجنوب الصومال، التي تطحنها حرب أهلية دامية منذ 1991.
وتنامت قدرات الحركة المسلحة البشرية والمالية، نظراً لارتباطها بتنظيم القاعدة، الذي دعا زعيمه أسامة بن لادن، في تسجيل صوتي في مارس/ آذار الماضي، "المسلمين في كل مكان، للانضمام للقتال إلى المجاهدين الصوماليين، وحتى إقامة إمارة إسلامية."
وبحسب الحكومة الانتقالية، فإن تنامي الروابط بين "الشباب" و"القاعدة" أدت إلى تدفق مقاتلين متشددين من الخارج، إذ يبلغ قوام الحركة حوالي سبعة آلاف رجل مسلح، من بينهم ثلاثة آلاف مقاتل يتمتعون بمهارات عالية لخوض حرب عصابات، ولها جناح عسكري يدعى "جيش العسراء"، وذراع ديني يعرف باسم "جيش الحسبة."
وتبدي الولايات المتحدة قلقاً بالغاً إزاء نشاط الحركة في الصومال واليمن، عبر خليج عدن، كما تصنف واشنطن حركة "الشباب المجاهدين" ضمن قائمة "المنظمات الإرهابية.