قال المصدر إن وفد الدبلوماسيين لن يلتقي الرئيس السوداني
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية(CNN) -- يزور السودان الأسبوع المقبل، وفداً من أعضاء مجلس الأمن الدولي لإجراء مباحثات مع الحكومة السودانية بشأن الجنوب، قبيل مائة يوم من أستفتاء يرجح أن تودي نتائجه لإعلان جنوب السودان دولة مستقلة.
وقال مصدر دبلوماسي، رفض تسميته، إن 15 من أعضاء المجلس الدولي، من بينهم سفيرة الولايات المتحدة، سوزان رايس، ونظيرها البريطاني، مارك ليال غرانت، سيزورون إقليم دارفور المضطرب، والجنوب والعاصمة السودانية الخرطوم.
وأضاف أن الوفد لن يلتقي الرئيس السوداني، عمر البشير، الذي أصدرت المحكمة الجنائية مذكرة اعتقال بحقه بتهمة ارتكاب جرائم حرب وإبادة في دارفور.
وفي المقابل، أعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم أنه لن يسمح لأي وفد يزور السودان أن يحدد من يلتقي ومن لا يلتقي.
وقال أمين أمانة الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحزب، فتحي شيلا، تعليقا على الزيارة، إن الوفد لن يجد من يرحب به أو يلتقيه من قيادات الدولة أو المؤتمر الوطني، حسب ما نقلته وكالة الأنباء السودانية، سونا.
هذا وتأتي زيارة الوفد الدولي بهدف تشجيع حكومتي الشمال والجنوب في السودان على بذل جهدهما لإجراء استفتاء تقرير المصير لجنوب السودان في موعده المحدد، ولضمان الانتقال السلمي في حال اختار الجنوب الانفصال.
ومن المقرر إجراء الاستفتاء في التاسع من يناير/كانون الثاني المقبل، على انفصال جنوب السودان، الذي يعد منطقة تتمتع بحكم شبه ذاتي بموجب اتفاق سلام أبرم في عام 2005، وأنهى 21 عاما من التمرد الذي قادته الحركة الشعبية لتحرير السودان، ولقي خلاله نحو مليوني شخص مصرعهم، معظمهم بسبب المجاعة.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قد حث الحكومة السودانية على تنفيذ كامل لبنود اتفاق السلام لعام 2005، والمضي قدما في الاستفتاء الذي قد يسفر عن انقسام السودان إلى دولتين.
وقال أوباما أمام اجتماعات الأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك: "في هذه اللحظة، مصير الملايين من الناس معلق في الميزان. ما سيحدث في السودان في الأيام المقبلة قد يقرر ما إذا كان الناس الذين تحملوا الكثير من الحروب سيمضون نحو السلام أو يعودون إلى الوراء وإراقة الدماء."
ومضى أوباما يقول: "يجب أن يتم الاستفتاء على حق تقرير المصير في موعده وبشكل سلمي. وينبغي احترام إرادة شعب جنوب السودان ومنطقة أبيي، بصرف النظر عن النتيجة."
من جهته، قال جون أشوورث، المحلل المتخصص في الشأن السوداني، إن "السيناريو الأسوأ هو الحرب. لا أحد يريد الحرب، ولكن كلا الجانبين يستعدان له. لا تزال هناك عثرات رئيسية، بقي لدينا ما يزيد قليلا عن مائة يوم على الاستفتاء، ونكاد لا نرى شيئا على أرض الواقع."
وبموجب اتفاق عام 2005، وعدت المنطقة الجنوبية بإجراء استفتاء حول الانفصال عن بقية السودان في يناير/كانون ثاني عام 2011، في حين تشير استطلاعات الرأي التي أجرتها مجموعات بحثية إلى أن الأغلبية الساحقة من الجنوبيين ستصوت لصالح الانفصال.