الجثث تنتشر في شوارع العاصمة الهايتية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بعد مرور أسبوع واحد منذ ضرب الزلزال المدمر هايتي، الواقعة في المحيط الأطلسي، تكاتفت الجهود الدولية لتقديم العون والمساعدة للناجين والضحايا على السواء، من خلال إرسال المساعدات، والإسناد في دفن آلاف الجثث التي تركها الزلزال في شوارع العاصمة "بورت أوبرينس"، تحت أشعة الشمس القوية.
وفي شتى أنحاء المدينة، يغطي الناجون وعمال الإنقاذ وجوههم بالأقنعة أو بأيديهم بسبب الرائحة القوية المنبعثة من الجثث، بينما أكد مراسلو CNN في البلاد، نقلا عن السلطات الهايتية، أن جهودا تبذل لإزالة الجثث من الشوارع، ودفنها في مقابر جماعية على الأرجح.
ولم يتبين حتى الآن العدد الرسمي لقتلى هذا الزلزال، إلا أن رئيس الوزراء في البلاد لم يستبعد سقوط مئات الآلاف من القتلى.
من ناحيته، وصف مراسل CNN أندرسون كوبر الوضع في البلاد "بالسيئ للغاية"، إذ أن المقبرة الجماعية الموجودة في أطراف العاصمة "بورت أوبرينس" تختلط فيها الجثث بالقمامة، حيث تم جرفها مع بعضها البعض من شوارع العاصمة.
وأضاف كوبر: "هذه الجثث ستختفي، ولن يعرف أحد مصيرها، وهذا هو الخوف الأكبر. فلا وجود لأي نظام حكومي، فالجثث يتم جمعها مثل القمامة، ورميها في مكب النفايات هذا."
ولعل الخوف الأكبر من تجمع هذه الجثث هو انتشار الأمراض، إلا أنه، وعكس الاعتقادات، لا تتسبب الجثث الناتجة عن مثل هذه الكوارث الطبيعية في انتشار الأمراض، وفقا لخبراء.
يقول أوليفر مورغان، عالم الأوبئة في مركز مكافحة الأمراض: "الحقيقة هي أن معظم الأمراض التي تعيش داخلنا، لا تعيش طويلا بعد موتنا."
وتشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى عدم انتشار أي وباء بعد كارثة طبيعية في تاريخ البشرية.
ووفقا لدليل منظمة الصحة العالمية 2006 حول إدارة الجثث بعد الكوارث، فإن جمع الجثث ودفنها ليس الأولوية الأولى عند حدوث كارثة طبيعية، فالأولوية هي الاهتمام بالناجين، إذ لا وجود لخطر محتم من انتشار الأوبئة جراء تكاثر الجثث. غير أنه، يجب جمع هذه الجثث في أسرع وقت ممكن لأغراض تحديد الهوية.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من مغبة دفن الجثث في مقابر جماعية، فعادة ما تستعجل السلطات المحلية في البلاد لتبني هذا الإجراء لأنه الأسهل، وهو ما يصعب لاحقا عمليات التعرف إلى الجثث، وبالتالي يتم الدخول في متاهات قضائية وقانونية.
أحد أبرز الحلول التي يمكن تبنيها هو جمع الجثث في موقع واحد، ومحاولة جمع أكبر قدر من المعلومات عنها من خلال التصوير الفوتوغرافي لتحديد هويتها، وفقا لفيرني فاونتن، الموظف السابق في فريق عمليات دفن الجثث بعد الكوارث.
يذكر أن عددا كبيرا من الدول التي تأثرت بزلزال تسونامي في 2004، والذي أدى إلى مقتل نحو 225 ألف شخص، لجأت إلى دفن بعض الجثث في مقابر مؤقتة من أجل دفنها لاحقا، بينما تم دفن البعض الآخر في مقابر جماعية، وذلك بسبب عدم وجود الثلاجات الكافية لاستقبال الأعداد الكبيرة من الجثث.