خلفت الهزة مئات الآلاف من الناس الناس دون مأوى
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تتواصل دون كلل عمليات الإنقاذ الضخمة بعد الزلزال العنيف الذي دمر معظم العاصمة الهايتية "بورت أوبرينس"، وانتشلت فرق الإنقاذ أكثر من 60 شخصاً أحياء من تحت الأنقاض بعد أسبوع من الهزة المدمرة، وسط انتشار أعمال السلب والنهب وعجز المستشفيات عن استيعاب المزيد من الجرحى وانتشار آلاف المشردين في الشوارع.
وتمكنت فرق الإنقاذ التي تقودها الولايات المتحدة من انتشال 61 شخصا خلال الساعات الماضية من تحت الأنقاض التي خلفها الزلزال، آخرها طالبة أنقذت الاثنين من تحت ركام جامعة، ويعتقد أن العديد من الطلبة الأحياء مازالوا محاصرين بين أنقاضها.
من جانب آخر، قالت منظمة الأمم المتحدة إن أحد موظفيها، وهو دنماركي، قد أُنقذ أيضا بعد ظهر الأحد من تحت أنقاض مقر بعثة المنظمة الدولية في عاصمة هايتي، كما تمكنت فرق إنقاذ تركية وأمريكية من انتشال رجل وطفلة في السابعة.
يأتي هذا بعد إعلان الحكومة الهايتية انتشال 25 ألف جثة، في حين تتواصل عمليات انتشال جثث ضحايا الزلزال.
ومؤخراً، تصاعدت أعمال النهب والسلب، وبدأت مظاهر الانفلات الأمني والمسلح تضرب أطنابها في "بورت أوبرينس" منذ الهزة العنيفة التي بلغت قوتها 7 درجات بمقياس ريختر وسوت العاصمة الهايتية بالأرض.
وأدى انتشار عمليات السطو على مواد الإغاثة إلى إبطاء عمليات توزيع الأغذية والمياه والمواد الطبية، وإطلاق دوريات للشرطة في شوارع "بورت أوبرنس" النار في الهواء وقنابل الغاز المسيل للدموع بين الحين والآخر لتفريق اللصوص.
وتتنامى مشاعر التذمر والغضب لدى عدد كبير من الهايتيين بسبب تأخر وصول المساعدات الدولية وسوء توزيعها في مناطق عديدة خاصة تلك الموجودة خارج العاصمة.
وطلب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، من مجلس الأمن الدولي الاثنين زيادة عدد قوات الشرطة التابعة لبعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في هايتي "مينوستا"، وذلك لتسريع عمليات توزيع المساعدات والسيطرة على الوضع هناك.
وعلى الصعيد الإنساني، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن مستشفياتها لم تعد قادرة على استيعاب المصابين، وأشار المتحدث باسم اللجنة إلى أن شوارع بورت أوبرنس تعج بآلاف المشردين الذين لا يجدون مأوى لهم.
ومن جانبها، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة عن عزمها بناء مستوطنة مؤقتة لتوفير المأوى للناجين من ضحايا زلزال هايتي وتنظيم توصيل المساعدات إليهم.
وذكرت المنظمة أن حجم الدمار الذي لحق بمرافق البلاد يشكل عقبة لوجيستية في طريق توصيل المواد الغذائية والمعونات الطبية ومياه الشرب ومستلزمات النظافة الشخصية إلى مئات الآلاف من الناس الذين هم في أشد الحاجة إليها، وفق الأمم المتحدة.
وتقوم المنظمة حالياَ بالتنسيق مع حكومة هايتي لإيجاد الموقع المناسب لإقامة المستوطنة المؤقتة.
وحتى اللحظة، لم تصدر محصلة رسمية بعدد قتلى الزلزال الذين تشير التقديرات إلى أن أعدادهم تتراوح بين 100 ألف و150 ألف في العاصمة وحدها.
وتأثر نحو 3 ملايين شخص - ثلث إجمالي سكان هايتي - بالهزة التي شعر بها نحو 10 ملايين شخص، وفق مركز المسح الجيولوجي الأمريكي، في بلد يعد من أفقر دول العالم، تعاني بنيته الأساسية من التهالك ويعيش معظم سكانه تحت خط الفقر.