دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أظهرت دراسة جديدة للأمم المتحدة تراجعاً حاداً في نصيب الفرد من المياه في قارة أفريقيا، مما يضع سكان القارة السمراء على حافة "مجاعة مائية"، في الوقت الذي ما زالت فيه العديد من دول القارة تكافح من أجل توفير خدمات الصرف الصحي لسكانها.
وجاء في الدراسة، الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، وحصلت CNN بالعربية على نسخة منها، أن 26 دولة فقط، من بين 53 دولة أفريقية، حققت خطوات ملموسة باتجاه تخفيض عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص إمدادات المياه النظيفة بحلول عام 2015، وهو أحد أهداف قمة الألفية.
وتوقعت الدراسة، التي جاءت بعنوان "أطلس مياه أفريقيا"، والتي أطلقت خلال أسبوع المياه الأفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أن تحقق خمسة بلدان فقط في أفريقيا هدف تخفيض عدد السكان الذين يفتقرون لوسائل الصرف الصحي الأساسي بحلول عام 2015.
وذكر برنامج الأمم المتحدة للبيئة أنه قام بنشر هذا الأطلس، وهو مجموعة من الخرائط والصور والرسوم، بطلب من مجلس وزراء أفريقيا المعني بالمياه، وبالتعاون مع الإتحاد الأفريقي، والاتحاد الأوروبي، ووزارة الخارجية الأمريكية، وهيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية.
ويحوي الأطلس 326 صفحة، تتضمن معلومات حول دور المياه في اقتصاديات أفريقيا، والتنمية، والصحة، والأمن الغذائي، والتعاون العابر للحدود، وبناء القدرات، وتغير البيئة، كما يقدم "حلولاً جديدة وقصصاً ناجحة"، حول إدارة مصادر المياه في أنحاء القارة، وفق مركز أنباء الأمم المتحدة.
ويتضمن "أطلس مياه أفريقيا" تفاصيل حول جمع مياه الأمطار لتحسين الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، كما يضم صوراً عديدة، من ضمنها سحب الغبار نتيجة لتآكل التربة، والتلوث الناتج عن تسرب النفط في نيجيريا، بالإضافة إلى صور أخرى توضح فقدان أجزاء من دلتا النيل نتيجة التعرية.
وكان تقرير سابق قد أكد أن ما بين 75 و250 مليون نسمة من سكان القارة الأفريقية سيتعرضون لزيادة في الإجهاد المائي نتيجة لتغير المناخ، بحلول عام 2020، وسوف يكون لندرة المياه في بعض المناطق القاحلة وشبه القاحلة، آثار عظيمة على الهجرة، حيث من المتوقع أن ينزح ما بين 24 و 700 مليون نسمة بسبب ندرة المياه.
كما شدد التقرير على أن الفقر والموارد المائية قضيتان مرتبطتان، مشيراً إلى أن عدد الأشخاص الذين يعيشون بأقل من 1.25 دولار في اليوم، يتوازى مع عدد الأشخاص المحرومين من مياه الشرب النظيفة، معتبراً أن هذا الوضع له تأثير كبير على الصحة.
وأوضح التقرير أن 80 في المائة تقريباً من الأمراض في البلدان النامية، تعود أسبابها إلى المياه، وتؤدي إلى نحو ثلاثة ملايين حالة وفاة مبكرة سنوياً.