أضر التلوث باقتصاد منطقة خليج المكسيك
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- يخطط ناشطون بيئيون لتنظيم احتجاجات عالمية ضد عملاق النفط البريطاني - بريتيش بتروليوم - على خلفية التسرب النفطي في خليج المكسيك، الذي يقترب من شهره الثاني، في أسوأ كارثة بيئية تشهدها الولايات المتحدة.
ويشارك في "يوم الاحتجاج العالمي على بي بي" ناشطون مدافعون عن البيئة في أكثر من 60 مدينة حول العالم.
وتقول الإعلانات الداعية للمسيرات الاحتجاجية، والتي رمزت إلى حرفي الشركة "بي بي" (BP) بـ"البريطاني المفترس" British Predator "دعوا العالم يعرف بأنكم تهتمون..نحن بحاجة لأن نطلع "بي بي" بأننا لا نوافق على ما تضخه في محيطاتنا."
وتأتي الاحتجاجات وسط ضغوط رسمية وشعبية تتعرض لها الشركة البريطانية لوقف التسرب النفطي في الخليج وتعويض المتأثرين.
وبدأ التسرب النفطي بعد انفجار منصة بحرية تابعة لبريتيش بتروليوم في 25 إبريل/نيسان، مما أدى لمقتل 11 شخصاً، وتسرب كميات من النفط، اختلف الجانبان في تحديد كميتها.
وأعلنت الشركة البريطانية حينئذ أن أكثر من 5 آلاف برميل نفط تتسرب يومياً، إلا أن علماء أمريكيين حددوا التسرب بما بين 15 ألف برميل إلى 19 ألف برميل، وتضاعف الرقم مؤخراً إلى قرابة 40 ألف برميل يومياً (1.7 مليون غالون) وفق باحثين أمريكيين.
ووجهت رئيس مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، انتقادات عنيفة للشركة البريطانية قائلة: ذكرت بي. بي. أنها تمتلك التقنية للتنقيب في الأعماق، ومنع وقوع انفجارات كما قالوا أن لديهم التقنية للتنظيف، وأيا من هذا الأمور لم تكن حقيقة.
وكان رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون قد أعرب عن قلقه من المخاطر البيئية للتسرب النفطي، في حديث مع رئيس مجلس إدارة "بريتيش بتروليوم" كارل-هنريك سفانبيرغ، وفق الناطق باسم الحكومة البريطانية، الذي شدد على الأهمية التي تمثلها الشركة النفطية للاقتصاد البريطاني، ودول أخرى.
وأضاف قائلاً: "مصلحة الجميع تقتضي بأن تكون شركة "بي. بي" في وضع اقتصادي قوي ومستقر."
وقوبلت دعوة نائب رئيس الحكومة البريطاني، نيك كليغ، التي دعا فيها إلى وقف الانتقادات للشركة بشأن التسرب الذي أدى لتوتر سياسي ودبلوماسي بين لندن وواشنطن، بانتقادات لاذعة.
وقال بيل نانغسر من ولاية أرزيونا: سنصاب بالشلل على مدى العشرين عاماً المقبلة.. هذا المنطقة في حكم الميت.. وهم يتحدثون عن كوننا قساة."
وتزاد المخاوف حيال تأثر اقتصاد المنطقة الذي يعتمد على النفط والسياحة والصدي بالتلوث النفطي، ورغم إعلان "بريتيش بتروليوم" عن استعدادها لتقديم عويضات عن "المطالب المعقولة."
وأشارت الشركة إلى تقليها 42 ألف طلب تعويض وتسديد 20 ألف منها بما قيمته 53 مليون دولار، فيما تكبدت 1.43 مليار دولار، في سياق محاولات لوقف التسرب.
ويسعى النواب الأمريكيون للحصول على ضمانات امتلاك الشركة الأموال الكافية لتنظيف التلوث النفطي وتعويض الجهات المتأثرة منه، علماً أن للعملاق النفطي سيولة نقدية تتجاوز 30 مليار دولار، العام الماضي.