أبوظبي طورت قدراتها بعض أزمات مماثلة بالمنطقة
أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في وقت تتجه فيها أنظار المهتمين بالبيئة حول العالم نحو خليج المكسيك لمتابعة كارثة تسرب النفط الذي يهدد السواحل الجنوبية للولايات المتحدة، والنظام الطبيعي الهش فيها، يحاول البعض النظر إلى منطقة الخليج، المنتج الأول للنفط في العالم، للاستفادة من تجاربها في مواجهة كوارث من هذا النوع.
فقد كانت المنطقة شاهدة على مجموعة من أسوأ تلك الأزمات، بينما أكبر تسرب في تاريخ البشر، عندما أطلق الجيش العراقي عام 1991 أكثر من 240 مليون غالون من النفط في الخليج خلال غزو الكويت، وسبق ذلك تسرب 80 مليون غالون إلى الخليج من منشأة نوروز الإيرانية عام 1983.
ويرى البعض اليوم أن المنطقة باتت قادرة على نقل خبراتها لأمريكا، لمعالجة التسرب وتبعاته، وفي هذا السياق، يقول عايض المصعبي، رئيس فريق الأزمات في المجلس الأعلى للبترول بإمارة أبوظبي وشركة "أدنوك" للطاقة، إن فريقه: "يحاول التعلم من الآخرين ودراسة أخطائهم."
وتابع المصعبي، في حديث لبرنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN" نقوم ببناء كل الأدوات التي طوروها في الخارج على الأرض هنا لحماية هذه المنطقة.. من الضروري أن نتشارك المعرفة والخبرات في كل مرة، لأن هذه كارثة وقد تحصل في أي مكان، هنا أو حول العالم."
ويقول المصعبي، الذي يتوجب عليه وعلى فريقه التعامل خلال أقل من ساعة مع أي حادث تسرب نفطي: "تقوم إستراتيجيتا وفلسفتنا في أدنوك والمجلس الأعلى للبترول ليس فقط على تحمل مسؤولية مكافحة أي تسرب للنفط، بل حماية البيئة وكافة أشكال الحياة في أبوظبي، من بشر ونباتات ومخلوقات مختلفة."
ويشرف المصعبي على مخازن عائدة للفريق، تحتوي على جميع الأدوات التي قد يستخدمونها، بما فيها أدوات استخدمت سابقاً عندما ذهب الفريق للمساعدة في التصدي لتسرب النفط في مصر عام 2006، ومن المتوقع أن يستخدمها الفريق مجدداً في رحلته إلى أمريكا للمساعدة على تنظيف بقعة النفط في خليج المكسيك.
وقد تعلمت إمارة أبوظبي التصدي للتسرب النفطي بثمن باهظ، ففي عام 2000 حصل تسرب جعل أشجار المانغروف التي تزين الشريط الساحلي للإمارة مهددة كثيراً.
وقامت حكومة الإمارة آنذاك بالتصدي للمشكلة عبر مهمة نفذها ثابت عبد السلام، مدير قطاع إدارة التنوع البيولوجي في هيئة البيئة بحكومة الإمارة، الذي أشرف على إعادة تأهيل المنطقة.
ويقول عبدالسلام إن أشجار المانغروف تلعب دوراً كبيراً في تنقية المياه، ومن هنا تنبع أهمية الحفاظ عليها، مشيراً إلى أن أبوظبي وضعت نظاماً خاصاً لمراقبة المياه منذ أن حصل التسرب، وهي تجري اختبارات دورية للتأكد من سلامة الأوضاع.