يشارك الجيش الأمريكي في أضخم عملية اغاثة للدولة التي نكبها زلزال مدمر الأسبوع الماضي
بورت أوبرينس، هايتي (CNN)-- التقت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، بالرئيس الهايتي رينه بريفال السبت، أثناء زيارة إلى الدولة المنكوبة حيث تسابق فرق الإنقاذ الزمن لانتشال أحياء محتملين تحت الأنقاض، وتوفير مساعدات إنسانية لقرابة ثلاثة ملايين متضرر من الهزة المدمرة، التي ضربت البلاد الثلاثاء الماضي.
وفي الغضون أكدت الأمم المتحدة وفاة ممثل الأمين العام الخاص في هايتي التونسي، هادي عنابي ونائبه لويز كارلوس داكوستا، والقائم بأعمال رئيس شرطة بعثة الأمم المتحدة، دوغ كوتاس، في الزلزال العنيف.
وأكدت وزيرة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة "تعرض مساعداتها الكاملة إلى هايتي وكل الموجودين بالمنطقة، وسنساعد بكل السُبل الممكنة."
ووجهت كلمتها إلى الشعب الهايتي: "نحن هنا بدعوة من حكومتكم لمساعدتكم، الرئيس أوباما قال، سنكون هنا اليوم وغداً ومهما استغرق الوقت."
وتأتي زيارة كلينتون عقب إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما السبت، إطلاق صندوق إغاثة أمريكي يقوده الرئيسان السابقان للولايات المتحدة، جورج بوش، وبيل كلينتون، لتقديم مساعدات عاجلة إلى جمهورية هايتي، التي ضربها زلزال مدمر، أسفر عن سقوط أكثر من مائة ألف قتيل بحسب تقديرات أولية.
أضخم عمليات إغاثة لمساعدة هايتي المنكوبة
ويقوم الجيش الأمريكي بأضخم عملية إغاثة، وقالت القيادة الجنوبية إن حوالي 4200 من عناصرها يقومون حالياً بدعم العمليات القائمة، ومن المتوقع وصول 6300 جندي آخر بحلول يوم الاثنين.
وتستعد السفينة العسكرية "كومفورت" - وهي مستشفى عائم - للإبحار إلى هايتي، إلى جانب مجموعة حاملة الطائرات "كارل فينسون" المجهزة بطاقم كامل من الطائرات وطائرات الهليكوبتر.
وصرح الجنرال دوغلاس فريزر، قائد القيادة العسكرية الأميركية الجنوبية، بأن زوارق خفر السواحل وسفن البحرية الموجودة في المنطقة، قد أمرت بالتوجه إلى هايتي للاشتراك في تقديم المساعدة.
وقال برنامج الأغذية العالمي إنه يخطط لإيصال مساعداته إلى مليوني نسمة، بينما قالت اليونيسيف إنها تقوم بتوزيع أقراص لتنقية المياه، وأملاح الجفاف وغيرها من اللوازم، وتحديداً لوقف الإسهال والالتهابات الأمراض.
كما شيدت إسرائيل مستشفى ميدانياً لعلاج الآلاف من ضحايا الزلزال، ويتوقع أن تستوعب 500 ضحية يومياً.
الأمم المتحدة: وفاة عنابي في الهزة
وإلى ذلك، تواصل فرق الأمم المتحدة لتقييم الكوارث وتنسيق الجهود، ومكتب الشؤون الإنسانية، عمليات البحث والإنقاذ في هايتي أملاً في العثور على أحياء بين أنقاض المباني التي هدمت في الزلزال العنيف الثلاثاء الماضي، فيما يستعد الأمين العام للمنظمة، بان كي مون، لزيارة هايتي الأحد مصطحباً معه فريق لتعزيز بعثة المنظمة الدولية هناك.
وأعلنت المنظمة الأممية مصرع 40 من أفراد بعثتها، حتى اللحظة، في الهزة المدمرة، من بينهما ثلاثة من كبار المسؤولين، بينهم عنابي وداكوستا وكوتاس.
وفي أنحاء العاصمة بورت أو برنس، التي لحق بنحو ثلاثين في المائة من مبانيها أضرار بالغة، تنتشر فرق الإنقاذ المزودة بآلات تنصت واستشعار إلكترونية وآليات ثقيلة بحثاً عن ناجين محتملين.
وقال أحد أعضاء فرق الإنقاذ عن جهود البحث عن ناجين بين أنقاض جامعة غوناييف: "انهارت جامعة غوناييف وبداخلها عدد كبير من الطلبة، وما زال بعضهم أحياء محاصرين بين الأنقاض منذ عدة أيام، وقد استمعنا إلى أصوات عدد منهم وتحدثنا معهم، وبالفعل تمكن شخص منهم من الخروج من بين الأنقاض سائراً على قدميه.. وما نحتاجه هو بعض المساعدة لنتمكن من إحداث فتحات في الكتل الأسمنتية لإنقاذ الأحياء."
وتنسق الأمم المتحدة الجهود بين سبعة وعشرين فريق بحث وإنقاذ دولي، يتألفون من 1500 شخص من دول مختلفة، منها الولايات المتحدة والصين وفرنسا، وفق المنظمة الدولية.
وتشير تقديرات الصليب الأحمر الدولي الأولية إلى أن ما يقدر بثلاثة ملايين هايتي وغيرهم، يشكلون نحو ثلث سكان البلاد تقريباً، ربما تأثروا بالزلزال.
وتعتبر الهزة التي ضربت البلاد في 12 يناير/ كانون الثاني الجاري، وبلغت قوتها سبع درجات على مقياس ريختر، من أكثر الزلازل شدة التي ضربت الجزيرة على مدى قرن.. ولم يُستكمل بعد حصر عدد الوفيات والإصابات والدمار الناجم عنه.
وطبقاً لما يقوله الخبراء فإن عدد الزلازل التي تبلغ شدتها سبع درجات على مقياس ريختر - وهو ما يعتبره خبراء الزلازل زلزالاً "شديداً"- تحدث من 12 إلى 15 مرة سنوياً في العالم كله.