واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- علمت CNN أن القوات الأمريكية فرضت على كافة عناصرها في ألمانيا حظر تجول ليلة الجمعة الماضية، عندما كانت التحذيرات حول إمكانية وقوع هجمات في أوروبا ضد أهداف أمريكية في ذروتها.
وقالت مصادر عسكرية أن اللواء مارك ديلين، قائد قوات الطيران في قاعدة رامستين، أصدر مذكرة بهذا الشأن فرضت على جميع الجنود البقاء في منازلهم الموجودة داخل القاعدة، أو المنتشرة في أحياء سكنية تحيط بها.
وبحسب المذكرة، فإن حظر التجول امتد من الساعة 11 ليلا حتى الخامسة من فجر السبت في منطقة كايزرسلاوترن التي تقع فيها قاعدة رامستين، إحدى أهم القواعد التي تعتمد عليها الولايات المتحدة في عملياتها اللوجستية بأوروبا.
وأمرت المذكرة الجنود بعدم ارتداء ما يشير إلى هويتهم العسكرية خلال تواجدهم خارج القاعدة، محذرة المخالفين من عقوبات مشددة.
وقال مسؤوليون عسكريون رفضوا كشف أسمائهم إن قواعد حراسة صارمة فرضت في المواقع الأمريكية المنتشرة في أوروبا، رغم عدم وجود معلومات واضحة حول الأهداف المحتملة في القارة، متوقعين أن يصار إلى تخفيف هذه الإجراءات خلال الأسابيع المقبلة.
وأشار المسؤولون إلى أن قادة القواعد الأمريكية يريدون الاستفادة من الظروف لمعرفة مدى إمكانية تطبيق إجراءات أمنية مشددة لفترات طويلة، خاصة وأن مستوى الإنذار الثاني مثلاً يفرض تفتيش سيارات المتوجهين إلى المراكز العسكرية، وهو ما يعني في حالة قاعدة رامستين تفتيش 21 ألف سيارة يومياً.
وكانت الخارجية الأمريكية قد أصدرت الأحد تحذيراً إلى رعاياها من هجمات محتملة في أوروبا، استناداً إلى معلومات ترجح قيام تنظيم القاعدة وجماعات مرتبطة به، بالتخطيط لشن "هجمات إرهابية"، في عدد من الدول الأوروبية.
ودعا التحذير، الذي جاء على ضوء التهديدات الإرهابية الأخيرة، التي كشف عنها مؤخراً، ودفعت بالمنشآت العسكرية الأمريكية في دول أوروبية إلى تبني تدابير احتياطية، الأمريكيين إلى توخي "الحذر والحيطة" في الأماكن العامة، كالمطارات والمعالم السياحية ومحطات شبكة التنقل بالقطارات والأنفاق.
جاء هذا التحذير بعد قليل من إبلاغ مسؤولين أمريكيين شبكة CNN مساء السبت، بأن وزارة الخارجية تدرس تحذير رعاياها في أوروبا، إلا أن المصادر أكدت أن التنبيه لن يدعو المواطنين للإمتناع من السفر إلى أوروبا.
وذكر أحد المصادر أنه بالإضافة إلى تنبيه السفر فإن "المنشآت العسكرية الأمريكية اتخذت احتياطات إضافية.. فهذا وضع خطر."
وأوضح مسؤول أمريكي منفصل أن التحذير جاء استجابة لكم المعلومات الاستخباراتية المتوفرة حول تهديدات إرهابية محتملة، وليس بناءً على معلومات استخباراتية جديدة.
وكشف مصدر أمني أمريكي لـCNN، السبت، أنه من المرجح إصدار تعميم إلى كافة الأجهزة الأمنية في الولايات المتحدة، بعد إصدار تنبيه السفر، إلا أنه استدرك بالقول إن المعلومات الاستخباراتية المتوفرة حالياً تتعلق بأوروبا، وليس كتهديد للولايات المتحدة.
والأسبوع الماضي، كُشف أن الاستخبارات الأمريكية تبحث عن معلومات بشأن هجمات إرهابية محتملة ضد مدن أوروبية تحاكي سيناريو هجمات مومباي، والتي قام خلالها عشرة مسلحين بمهاجمة مواقع سياحية مهمة بالإضافة إلى مركز ثقافي يهودي في المدينة التي تعد العاصمة التجارية للهند، في عملية متقنة الإعداد دامت ثلاثة أيام، وقتل فيها 164 شخصاً عام 2008.
واستبعد مصدر أمني بريطاني، السبت، ربط تحذير السفر الأمريكي بتلقي معلومات استخباراتية جديدة، إلا أنه جزم بأن كافة الأطراف المعنية على جانبي الأطلسي تنظر إلى التهديدات بجدية بالغة.
ونفى المصدر احتمال رفع المملكة المتحدة مستوى التحذير الراهن من حاد إلى خطر.
وذكر إلى أنه ينظر إلى ردة الفعل المتوقعة على حظر فرنسا للنقاب كأحد الأسباب التي تقف خلف التحذير الأمريكي.
والأسبوع الماضي، لفت محللون أمنيون إلى أن الهجمات الإرهابية الفتاكة التي كشفتها أجهزة الاستخبارات الأوروبية مؤخراً، بمثابة مؤشر على أن تنظيم القاعدة، ورغم تحجيمه، يتأقلم ويغير من تكتيكاته وخططه، ويملك القدرة على تنفيذ هجمات دموية.
وأعلنت الاستخبارات الألمانية، الثلاثاء، أن الكثير من تفاصيل المخطط المشابه لهجمات مومباي أدلى بها ألماني، من أصل أفغاني، أعتقل في العاصمة الأفغانية، كابول، في يوليو/ تموز، وجرى تسليمه إلى القوات الأمريكية هناك.
وتزامن الإعلان عن المخطط مع تصريحات مسؤولين أمريكيين لـCNN بأن زيادة الهجمات الصاروخية بطائرات دون طيار على المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان، مرتبطة، لحد ما، بالكشف عن مخطط إرهابي يستهدف أوروبا.
والعام الماضي، أجهض الغرب مجموعة من الهجمات ضده، منها محاولة تفجير طائرة أمريكية فوق مدينة "ديترويت" أثناء فترة أعياد الميلاد، ومحاولة تفجير سيارة ناسفة في "تايمز سكوير" بنيويورك، بالإضافة إلى المخطط المزعوم لمهاجمة مراكز تجارية للتسوق في مدينة "مانشستر" بإنجلترا أثناء عطلة الأسبوع عام 2009.