عنصر من الشرطة الألمانية التي كانت متأهبة في الآونة الأخيرة
برلين، ألمانيا (CNN) -- كشف مسؤولون في أجهزة الاستخبارات الألمانية والأوروبية أن ثلاثة أعضاء في خلية "جهادية" كانوا قد غادروا مدينة هامبورغ الألمانية متوجهين إلى المناطق القبلية في باكستان للتدرب على القتال قد عادوا إلى ألمانيا مؤخراً ويتنقلون فيها بحرية كاملة، بعد أن جرى تجنيدهم في مسجد "طيبة" الذي كان يرتاده محمد عطا، أحد منفذي هجمات 11 سبتمبر.
وقال المسؤولون لـCNN إن سائر أفراد الخلية الذين يعتقد أنهم ما زالوا في المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان "على صلة بمخطط تنظيم القاعدة لتنفيذ عمليات في أوروبا" والذي تسبب في صدور التحذير الأمريكي الذي نبه مؤخراً لمخاطر السفر إلى الكثير من دول القارة.
وبحسب المسؤولين الذي تحدثوا لـCNN، فإن الثلاثة الذين عادوا لألمانيا "لا صلة لهم بالمخطط، ولكنهم يلتزمون الفكر الجهادي الدولي الذي تعتنقه القاعدة."
وتشير المعلومات التي اطلعت عليها CNNإ إلى أن المجموعة مكونة من 11 شخصاً، بينهم امرأتان وتسعة رجال، وقد كانت أفرادها يحتاطون لإمكانية التجسس عليهم، فتحدثوا عبر الهاتف عن رحلة سياحية لأسبانيا، بينها كانوا يقصدون باكستان.
وسافر أفراد المجموعة إلى باكستان عبر طرق مختلفة، فانتقل عدد منهم إلى دول الخليج ومنها إلى إسلام أباد، بينما سافر بعضهم الآخر براً عبر إيران، قبل أن يتجمعوا في باكستان، ساعين للانضمام إلى الحركة الإسلامية الأوزبكستانية، وهي فصيل متشدد على صلة بالقاعدة.
وقد تمكن ثمانية منهم من الوصول إلى هدفهم، أما الثلاثة الآخرين، فقد ألقت الشرطة الألمانية القبض على أحدهم، ويدعى محمد المحمدي، وهو من أصول إيرانية، عندما كان يحاول السفر عبر مطار فرانكفورت، قبل أن تعود لتفرج عنه دون توجيه اتهامات رسمية.
كما جرى التعرف على اثنين آخرين هما ألكسندر يانزين ومايكل ويلنغر، وهما ألمانيان اعتنقا الإسلام مؤخراً، وذلك بعد العثور على مواد ومنشورات "جهادية" بحوزتهما خلال سفرهما إلى قطر، وسمح لهما بالانتقال من الدوحة إلى كراتشي حيث جرى اعتقالهما ومن ثم ترحيلهما إلى ألمانيا من جديد.
وقد حاولت CNN الحصول على رد رسمي من الثلاثة الذين كشفت المصادر الأمنية هوياتهم، غير أن عائلة يانزين رفضت الرد على أسئلة الصحافة، بينما عرض ويلنغر تقديم روايته للأحداث مقابل بدلات مالية، وهو ما رفضته CNN، أما محمدي، فقد تعذر العثور على عنوان سكنه.
وكان موقع تابع لجماعة إسلامية متشددة على الانترنت قد أكد الخميس، مقتل ألماني، يُشتبه في أنه كان جزءاً من مخطط لتنظيم القاعدة لشن هجمات في أوروبا، خلال غارة نفذتها طائرة أمريكية بدون طيار داخل الأراضي الباكستانية في وقت سابق من الأسبوع الجاري.
وقال الموقع الناطق باللغة التركية إن "الجهادي" القتيل من هامبورغ، ويُدعى أبو عسكر الألماني، "استشهد" مع ثلاثة "جهاديين" آخرين في قصف صاروخي استهدف موقعاً في إقليم "وزيرستان"، كان يقيم فيه مجموعة من المقاتلين الألمان والطاجيك بتنظيم القاعدة.
وتقول السلطات الألمانية إن "أبو عسكر الألماني" هو الاسم الحركي لألماني من أصول إيرانية، يُدعى شهاب دشتي، والذي كان يقيم في همبورغ، ولكنه ترك المدينة مع عشرة مسلحين مشتبهين آخرين، في ربيع 2009.
وكانت مصادر باكستانية قد أكدت لـCNN الاثنين الماضي، مقتل ثمانية أشخاص في منطقة شمال غربي وزيرستان الواقعة على الحدود مع أفغانستان، يعتقد أنهم يحملون الجنسية الألمانية، وكانوا في الموقع للمشاركة في نشاطات مسلحة تقوم بها الحركات المتشددة التي تنتشر بقوة في المنطقة.
جاءت تلك الأنباء في ظل حالة من الترقب والتأهب الأمني في كثير من الدول الأوروبية، على خلفية ورود معلومات تشير إلى وجود مخطط يجري إعداده في المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان لشن هجمات في أوروبا، وقد شملت التحذيرات الأمريكية قواعد عسكرية تابعة للجيش الأمريكي في ألمانيا.
تزامن الإعلان عن المخطط مع تصريحات مسؤولين أمريكيين لـCNN إن زيادة الهجمات الصاروخية بطائرات دون طيار، على المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان، مرتبطة بالكشف عن مخطط إرهابي بأوروبا.