طائرة استطلاع دون طيار يمكنها شن هجمات صاروخية بواسطة التحكم عن بعد

إسلام أباد، باكستان (CNN) -- لقي نحو 20 مسلحاً مشتبهاً مصرعهم في قصف جوي شنته طائرة استطلاع من دون طيار يعتقد أنها أمريكية الثلاثاء واستهدفت مبنى في منطقة القبائل الباكستانية المجاورة لأفغانستان، وفقاً لما ذكره مسؤولان باكستانيان.

وقال المسؤولان في المخابرات الباكستانية إن طائرة موجهة من دون طيار أطلقت أربعة صواريخ، استهدف اثنان منهما سيارة فيما استهدف الصاروخان الآخران مبنى كانت السيارة قد غادرته لتوها.

وأوضح المسؤولان اللذان رفضا الكشف عن هويتهما لعدم التصريح لهما بالتحدث لوسائل الإعلام أن الهجوم الصاروخي وقع في منطقة "غلام خان" في شمالي وزيرستان، إحدى سبع مناطق قبلية ذات حكم محلي وينتشر فيها انعدام الأمن، والتي يعتقد أنها ملاذاً آمناً لجماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة، والتي تغذي العنف المسلح في أفغانستان.

ويأتي هذا الهجوم الصاروخي بطائرة استطلاع من دون طيار بعد عدة هجمات سابقة ليرتفع عدد هجمات هذه الطائرات الموجهة إلى 92 هجوماً، وذلك بناء على إحصائيات مكتب CNN في إسلام أباد.

وبالمقارنة فقد شنت طائرات موجهة هجمات في باكستان في العام 2009، بلغ عددها نحو 52 هجوماً، ما يعني أن هناك زيادة نوعية في استخدام طائرات الاستطلاع من دون طيار في هجمات تستهدف مسلحين وعناصر في تنظيمي القاعدة وطالبان باكستان.

يشار إلى أن الولايات المتحدة هي القوة الوحيدة المتواجدة في المنطقة والتي تتمتع بهذه التقنية، غير أن القوات الأمريكية لا تنفي أو تؤكد صحة التقارير بأن الطائرات التي نفذت الهجمات الصاروخية هي طائرات أمريكية.

وكان هذا النوع من الهجمات قد أثار ردود فعل غاضبة في باكستان في وقت سابق، وأدى إلى توتر العلاقات بين إسلام أباد وواشنطن، لكن الأمور عادت إلى مجاريها قبل أن تسوء مرة أخرى بعد هجوم بطائرات مروحية داخل الأراضي الباكستانية.

كذلك انتقد جماعات حقوقية استخدام هذه الطائرات في تصفية مسلحين أو قياديين في تنظيمات توصف بأنها "إرهابية"، وتم توجيه الانتقاد على وجه التحديد للولايات المتحدة الأمريكية على اعتبار أنها الدولة الأولى في العالم التي تمارس عمليات "القتل المستهدف"، في هجمات صاروخية في كل من أفغانستان وباكستان.

ووصف تقرير دولي صدر في يوليو/تموز الماضي الهجمات الصاروخية بواسطة طائرات الاستطلاع دون طيار بأنها جزء من "ترخيص غير مبرر بالقتل دون مساءلة"، محذراً من أن هذه الهجمات تساهم بضعف وزوال القوانين الدولية التي تحكم شؤون الحرب.

وحث التقرير الدول على تحديد قواعد القانون الدولي التي يعتقد أنها توفر أسس لأي محاولات قتل مستهدف، والأسباب التي تقف وراء القتل، بدلاً من القبض على الأشخاص المستهدفين.