واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- وصف الجنرال ديفيد بتريوس، قائد القوات الأمريكية بأفغانستان، الإقرار الأخير للرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، بتلقي الأموال من إيران في حقائب تصله بشكل دوري بأنه "تصريح شفاف،" ورأى أن المقلق ليس قبول كرزاي للمال، بل الأسلوب الذي تتبعه طهران من خلال اللعب على كل الحبال عبر دعم الحكومة الأفغانية وحركة طالبان في الوقت نفسه.
وقال بتريوس، في مقابلة خاصة لـCNN: "المثير للقلق هو طبيعة السياسة الإيرانية المتناقضة في أفغانستان.. هم بحبون رؤية حكومة أفغانستان تنجح، وفي الواقع، كرزاي قد اعترف بالإمدادات المالية التي تصله بهذا الشأن، ولكن في نفس الوقت، هم ساعدوا طالبان وأمدوهم بالسلاح و التدريبات."
وأضاف بتريوس أن المساعدات العسكرية التي تأتي من إيران، تأتي من القوى الشبه عسكرية تحديدا، في إشارة إلى الحرس الثوري، قائلاً: "بصراحة ما رأيناه وما نعلمه هو تماما ما ترونه من الدول الأخرى، نحن أمام جزء من النشاط الاستخباراتي، وبالطبع بعضه صادر عن فيلق القدس."
وفيما تراقب إيران الوضع في أفغانستان، فإن أمريكا تبقي إيران نفسها تحت المجهر، والجنرال بتروايس ينوي أن يقدم تقريرا للرئيس باراك أوباما في شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل، ليؤكد بأنه تقدم مستمر ضد حركة طالبان، ولن يسمح لطهران أن تقف في وجهه.
وكان بتريوس قد أكد أن الجهود العسكرية للولايات المتحدة والقوات الدولية المتحالفة معها أدت إلى "النجاح في احتواء اندفاع المد المسلح لحركة طالبان في بعض المناطق،" وذلك في أول تطور منذ تسلمه مهامه قبل أشهر، خلفاً للجنرال ستانلي ماكريستال.
وقال بتريوس، الذي بدأ مهامه في ذروة هجوم مضاد تشنه طالبان، إنه يتوقع أن يتمكن من توجيه توصيات إلى الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، تقضي بسحب عدد من الجنود من أفغانستان، اعتباراً من يوليو/تموز 2011، لكنه امتنع عن تحديد حجم القوات المنسحبة.
وأضاف بتريوس: "تقديري الخاص للوضع الحالي هو أن الاندفاع الذي تمتعت به حركة طالبان حتى الصيف الماضي جرى احتوائه في البلد.. ولا أعني أن الاحتواء وقع في البلاد ككل، ولكن في العديد من المناطق، وهذا هو الوضع بشكل عام."
وتابع: "والأهم من هذا كله هو أن قوات حلف شمال الأطلسي، ومعها القوات الأفغانية، تمكنت من التحول إلى الهجوم والاندفاع في العديد من المناطق المهمة."
غير أن الجنرال الأمريكي حذّر من أن المكاسب التي جرى تحقيقها على الأرض حتى الآن "ليست من النوع الذي لا يمكن أن خسارته مجدداً،" وأوضح قائلاً: "لا يمر يوم في أفغانستان دون أن نسمع أنباء سيئة، والمقياس الحالي يعتمد على تحديد نسبة الأخبار السيئة مقابل الأخبار الجيدة، ويمكن القول الآن أننا في طور الصعود من الهاوية."
يشار إلى أن عدد قتلى القوات الدولية في أفغانستان خلال عام 2010 تجاوز 600 قتيل، في المعارك التي تخوضها تلك القوات ضد حركة طالبان وتنظيم القاعدة.
وكانت القوات الدولية قد أعلنت في وقت سابق أن العام 2010 يعتبر أكثر الأعوام دموية بالنسبة لقوات التحالف منذ غزو أفغانستان في العام 2001.
ويفوق عدد قتلى العام الحالي، رغم بقاء أكثر من شهرين على انقضائه، عدد قتلى العام الماضي بنحو 84 قتيلاً، حيث بلغ عدد قتلى قوات التحالف في العام 2009، 516 جندياً، وذلك وفقاً لإحصائيات CNN.
وتأتي هذه الزيادة في أعداد القتلى من قوات التحالف الدولي فيما تحاول الولايات المتحدة أقصى جهودها لمحاربة حركة طالبان، حيث أمر الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بنشر 30000 عنصر جديد من القوات الأمريكية في أفغانستان خلال العام الجاري.
وبهذه الزيادة يرتفع عدد عناصر القوات الأمريكية في أفغانستان إلى نحو 100 ألف عنصر، بينما تساهم 25 دولة أخرى بنحو 7000 عنصر آخر.