/العالم
 
الخميس ، 26 آب/اغسطس 2010، آخر تحديث 09:00 (GMT+0400)

بتريوس يصدر "توجيهات تكتيكية" لحماية المدنيين بأفغانستان

مدنيون أفغان يشيعون عدداً من ذويهم الذين سقطوا بنيران التحالف

مدنيون أفغان يشيعون عدداً من ذويهم الذين سقطوا بنيران التحالف

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- أصدر قائد الجيش الأمريكي في أفغانستان، الجنرال ديفيد بتريوس، "توجيهات تكتيكية" جديدة، تحدد الإطار العام لكيفية تنفيذ العمليات الجوية والبرية هناك، وسط تذمر الجنود من توجيهات سابقة تحمي السكان المدنيين على حساب القوات المقاتلة.

وجاء في التوجيهات التي أصدرها الجنرال الأمريكي، الذي يقود قوات التحالف الدولية في الدولة الآسيوية المضطربة: "يجب علينا أن نستمر، وأن نضاعف جهودنا لتجنب سقوط خسائر بين المدنيين الأبرياء إلى أدنى حد ممكن."

وتابع في توجيهات التي أصدرها مساء الأربعاء، إن "كل مدني أفغاني يسقط قتيلاً، يضر بسمعتنا هناك، ولو أننا استخدمنا القوة المفرطة أو أدرنا المواجهات مع العناصر المعادية على نحو يخالف مبادئنا، فإن الانتصارات التكتيكية قد تشكل نكسات إستراتيجية."

كما تضمنت التوجيهات التأكد من عدم وجود مدنيين قبل الدخول في اشتباكات، سواء عن طريق القوات البرية أو شن غارات جوية، وفي حالة إذا لم يكن من المعروف وضع المدنيين، فإنه يُحظر إطلاق النار إلا في حالة إذا ما كانت هناك مخاطر محددة تهدد أرواح الجنود.

وقال بتريوس في جزء آخر تم الكشف عنه من الوثيقة السرية: "إن حماية الشعب الأفغاني تتطلب القيام بعمليات قتل واعتقال عناصر مسلحة، في الواقع، وكما لاحظت في السابق، فإننا يجب علينا أن نقضي على عناد طالبان، ولكن ينبغي علينا أن نقاتل وفق مبادئ عظيمة، وبصبر تكتيكي."

وكانت مصادر عسكرية قد استبعدت لـCNN، في وقت سابق، أن تبطل التوجيهات الإستراتيجية الصادرة عن الجنرال بتريوس، تلك السارية حالياً التي أصدرها قائد القوات الأمريكية السابق، الجنرال ستانلي ماكريستال، لتوضيح قوانين تشدد على حماية المدنيين أثناء المعارك.

وذكرت المصادر أن التوجيهات قد لا تتناول الظروف التي قد تستدعي الوحدات المقاتلة الحصول على تصريح لشن هجمات للدفاع عن النفس.

وتشتكي بعض القوات المقاتلة من أن النهج الذي وضح القائد العسكري السابق، الذي تنحى عن منصبه بعد تعليقات تهكمية على مسؤولين في الإدارة الأمريكية، تضع حماية المدنيين، في المقام الأول، وتعوق دون مبرر الجنود من الدفاع عن النفس، إذ تقيد استخدام الضربات الجوية، والغارات الليلية وغيرها من وسائل استخدام القوى ضد المدنيين.

وسقط العديد من المدنيين الأفغان جراء عمليات عسكرية نفذها التحالف ضد مليشيات طالبان، مما أثار سخط شعبي ورسمي على القوات الدولية، حيث شجب الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، أواخر الشهر الماضي عملية عسكرية لحلف الأطلسي، قال إنها تسببت في سقوط 52 مدنياً قتيلاً في إقليم هلمند.

وكان بتريوس قد شرح خلال جلسة تأكيده لتولي منصب قائد القوات الأمريكية في أفغانستان خلفاً لماكريستال، في الكونغرس الشهر الماضي، تفاصيل التوجيهات التكتيكية.

وفي فبراير/ شباط الماضي، كشفت مصادر عسكرية أمريكية لـCNN أن توجيهات سرية جديدة صدرت لقوات التحالف في أفغانستان لوضع قيود على حملات الدهم الليلية التي تشنها القوات الدولية على مساكن ومقار المدنيين الأفغان، وسط تصاعد الاستياء الشعبي من سقوط مدنيين خلال العمليات العسكرية.

وجاءت تلك القيود لتخفيف حدة التوتر بين القوات الدولية والمدنيين الأفغان في محاولة للحفاظ على تأييد الرأي العام الأفغاني لقوات التحالف المنتشرة هناك منذ الغزو الأمريكي الذي أطاح بنظام طالبان في أواخر 2001.

advertisement

ودعت التوجيهات العسكرية باستخدام القوات الأفغانية لشن حملات الدهم الليلية على مساكن المدنيين، تحديداً خلال الليل، وبعد أن أثارت مداهمات القوات الأجنبية حفيظة الأفغان لما فيها من تعدى وانتهاك لحرمة المنازل، وفق الثقافة الأفغانية.

يُشار إلى أن تزايد أعداد الضحايا المدنيين على أيدي القوات الأمريكية وقوات الناتو أدت إلى زعزعة العلاقات بين أفغانستان والولايات المتحدة، وتقويض ثقة المدنيين الأفغان تجاه قوات التحالف.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.