واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- شن المسؤولون الأمريكيون هجوماً على موقع ويكيليكس في أعقاب قيامه بنشر آلاف الوثائق السرية، معتبرين أنه يتسبب بالكثير من "الضرر والأذى"، وأنه ربما يعرض حياة البعض للخطر، كما قالت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون.
الوزيرة الأمريكية أدانت التسرب في الوثائق الاثنين وقالت إن تسرب هذه الوثائق، التي جاءت على شكل برقيات سرية من مسؤولين أمريكيين في مختلف دول العالم إلى واشنطن وبالعكس، ونشرها بصورة غير قانونية "يضع حياة الناس في خطر."
وأضافت أن نشر الوثائق "يهدد أمننا القومي ويقوض جهودنا للعمل مع الدول الأخرى لحل المشاكل المشتركة."
وأشارت إلى أن كشف هذه الوثائق "لا يشكل مجرد هجوم على السياسة الخارجية الأمريكية، بل وعلى المجتمع الدولي، والحلفاء والشركاء، والمفاوضات والمعاهدات والتي تحمي الأمن العالمي والرخاء الاقتصادي والتطور."
يشار إلى أن كشف الوثائق التي يزيد عددها على 250 ألف وثيقة سيستغرق عدة شهور، ما يمنح العالم "رؤية غير مسبوقة على النشاطات الخارجية للحكومة الأمريكية."
وعبرت كلينتون عن ثقتها بالجهود الدبلوماسية الأمريكية وأنها "ستنجو" في نهاية المطاف من أزمة الوثائق التي لم "تؤكدها" والتي تفصح بالتفاصيل عن خبايا الدبلوماسية.
وقال موقع ويكيليكس إن الوثائق ستكشف عما قاله رئيس تحرير الموقع، جوليان أسانغ، "" كالتجسس على حلفاء واشنطن ورفض مواجهة الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان بين الدول التي تدور في فلك واشنطن.
غير أن بيتر غالبريث، وهو مسؤول سابق للأمم المتحدة في أفغانستان قال لـCNN إن "بعض هذه الصفقات تصب في مصالحنا القومية."
وأضاف قائلاً: "إن من مصلحتنا أن تكون السعودية معنا، حتى وإن اتخذت موقفاً معارضاً لنا في العلن."
من ناحيته، قال المتحدث باسم أوباما، روبرت غيبس، إن الرئيس ليس مسروراً للكشف عن هذه الوثائق، بينما قال وزير العدل الأمريكي إريك هولدر للصحفيين إن التسرب بات موضع "تحقيق جنائي نشط" وبالتعاون مع وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون."
أما القائد الأعلى لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، الأدميرال جيمس ستافريديس، فقال إن التسرب يكشف عن مدى الحاجة إلى تحسين أمن الفضاء الإلكتروني، وهو أمر لا تفتقر إليه الولايات المتحدة وحدها.
من جهته، قال الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، إن أي تسرب مهما كان يعتبر مدمراً.
وأضاف، خلال حوار في مقر شركة "فيسبوك" في كاليفورنيا الاثنين، إن عملية نشر الوثائق على موقع ويكيليكس "ستجعل من الصعب المحافظة على الثقة لدى القادة الأجانب."