دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في أعقاب هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية عام 1945، تم تقسيم كوريا إلى دولتين يفصلهما خط العرض 38، وهو الخط الذي توقفت عنده القوات السوفيتية المتقدمة من الشمال والقوات الأمريكية القادمة من الجنوب أثناء المعارك مع اليابان.
وحظيت كوريا الجنوبية التي تتخذ من سيؤول عاصمة لها بدعم الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية حيث أصبحت تتبع النظام الرأسمالي، بينما حظيت كوريا الشمالية، التي تتخذ من بيونغ يانغ، عاصمة لها بدعم الاتحاد السوفيتي والدول الشيوعية الأخرى، كالصين، ذلك أنها أصبحت تتبع النظام الشيوعي.
ومع بدء شرارة الحرب الباردة بين الكتلتين الشيوعية والرأسمالية، اندلعت الحرب بين الكوريتين في العام 1950، ما أدى إلى زيادة الانقسام بين الدولتين، وحصدت الحرب التي استمرت 3 سنوات، أرواح ما يزيد على مليوني نسمة، بينهم ما يزيد على 23 ألف جندي أمريكي.
وانتهى الصراع لاحقاً بهدنة ولكن من دون التوصل إلى اتفاقية تضع حداً للحرب بين البلدين والنزاع بينهما، وهذه الهدنة تعني أن الكوريتين مازالتا في وضع الحرب.
بعد تلك الحرب المدمرة، تواصلت الاشتباكات المتقطعة بين الجارتين الشقيقتين، والتي كانت تتطور لاحقاُ إلى معارك تنتهي سريعاً.
وشهدت الأعوام الأخيرة اشتباكات دامية، وذلك خلال الأعوام 1999 و2002 و2009، وأخيراً بعض الاشتباكات في العام 2010، آخرها القصف المدفعي الذي شهدته جزيرة يونغبيونغ.
يشار إلى أن الهجوم المدفعي الذي شنته قوات كوريا الشمالية على جزيرة "يونبيونغ"، التابعة للشطر الجنوبي، في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أسفر عن مقتل 4 كوريين جنوبيين بينهم مدنيان وعسكريان، ما أدى إلى تزايد التوتر بين شطري شبه الجزيرة الكورية، اللذين خاضا حرباً طاحنة مطلع النصف الثاني من القرن الماضي.
وفي وقت سابق، خلص تحقيق قامت به كوريا الجنوبية حول غرق السفينة الحربية "تشون آن"، إلى أن طوربيداً أطلقته غواصة تابعة للشطر الشمالي من شبه الجزيرة الكورية، على السفينة الجنوبية، مما أدى إلى غرقها ومصرع عشرات البحارة كانوا على متنها.
وصف الرئيس الكوري الجنوبي، لي ميونغ باك، حادث غرق السفينة الكورية الجنوبية بأنه "عمل استفزازي عسكري واضح من جانب كوريا الشمالية"، كما اعتبر أنه "مخالفة" من جانب بيونغ يانغ لميثاق الأمم المتحدة، واتفاقية وقف إطلاق النار بين الكوريتين، والاتفاقات الأساسية بين شطري الجزيرة الكورية.
وكان فريق التحقيق في حادث غرق السفينة الحربية "تشون آن" قد كشف عن نتائج التحقيقات النهائية مساء الخميس، حيث خلص إلى أن غواصة كورية شمالية أطلقت طوربيدا على السفينة الحربية الجنوبية في 26 مارس/ آذار الماضي ما تسبب في انشطار البارجة قبل غرقها ومقتل 46 من بحارتها.
وعلى الأثر، لوحت كوريا الشمالية بهجوم عسكري رداً على ما أسمته بانتهاك البحرية الكورية الجنوبية لمياهها الإقليمية في البحر الأصفر.
ووصف مسؤول عسكري كوري شمالي تلك التجاوزات، التي وقعت في الفترة من 14 إلى 24 مايو/آيار، بأنها "استفزاز متعمد يهدف لإشعال شرارة مواجهة عسكرية أخرى في بحر كوريا الغربي"، وفق يونهاب.