كابول، أفغانستان (CNN) -- شكك مواطنون أفغان في ديمومة التحسن الأمني الذي تشهده مناطق كانت معاقل سابقة لحركة طالبان جنوب وشرقي البلاد، وخاصة في القرى المحيطة بمدينة قندهار، معتبرين أن سبب "الهدوء" السائد يعود جزئياً إلى دور القوات الأمريكية التي عززت تواجدها، ولكن العامل الرئيسي هو حلول فصل الشتاء الذين تنتظر طالبان نهايته لتعود إلى المنطقة.
ويبدو أن هذه المخاوف غير غائبة عن أذهان القوات الأمريكية التي سجل عام 2010 أكبر خسائر بشرية لها، مع فرق فقدت أكثر من نصف أفرادها في المواجهات القاسية مع عناصر طالبان.
وقد تحدثت مجلة "تايم" إلى محب الله، أحد التجار الذين يقطنون في قندهار، فقال إن معظم سكان المدينة هجروها في الخريف الماضي، بعدما باتت الغارات التي تشنها طائرات قوات التحالف الدولي شبه يومية، ولكنهم عادوا مع عودة الهدوء مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري.
ويضيف محب الله: "وجود القوات الأمريكية ساعد على عودة الأمن وتحسن الأعمال، ولم يعد هناك عناصر من طالبان في المنطقة ونحن نشعر بالأمان، ولكن هذا مرتبط بحلول الشتاء وفقدان أشجار الغابات لأوراقها التي كان عناصر طالبان يستغلونها للاختباء."
وأضافت المجلة أن مراسلها زار منطقة زنغ أباد، التي كانت أحد أقوى معاقل طالبان، وقد واجهت القوات الأمريكية فيها أوقات عسيرة بسبب الألغام والقناصة والقنابل المزروعة على جوانب الطرق.
وقد تمكن المراسل من لقاء حاجي باران، حاكم المنطقة، الذي قال إن عناصر طالبان تراجعوا، ولكنهم قد يشنون موجة من الاغتيالات لكبار المسؤولين في المنطقة.
ولفتت المجلة إلى وجود موجة غضب كبيرة لدى سكان المنطقة، فرغم تمكنهم من العودة إلى قراهم وبلداتهم، إلا أنهم وجدوها مدمرة تماماً، كما فقدوا القدرة على توفير المسكن والغذاء لعائلاتهم بسبب الخراب الذي لحق بالأراضي الزراعية والمحاصيل.
وبحسب "تايم" فإن مصادر الجيش الأمريكي أقرت بأنها اضطرت لاستخدام القوة المفرطة والقصف الشديد، وعزت ذلك لضرورة تدمير ملاجئ القاعدة والألغام.