واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- أسقط القضاء الأمريكي الثلاثاء دعوى ضد أركان البيت الأبيض تقدم بها ناصر العولقي، والد رجل الدين الأمريكي اليمني الأصل، أنور العولقي، طالب فيها بمنع الحكومة الأمريكية من استخدام صلاحيات مثيرة للجدل، تتيح لها تصفية المشتبهين بالإرهاب من مواطنيها، والتي يمكن أن تهدد ابنه بشكل مباشر.
وقرر القاضي جون بيتس رد الدعوى، وبرر ذلك بوثيقة من 83 صفحة، قال فيها إن ناصر العولقي لا يتمتع بالصفة القانونية التي تخوله تقديم الدعوى.
وأضاف بيتس، أنه بصرف النظر عن صفة العولقي، فإن القضاء ليس الجهة المخولة تحديد الموقف من صلاحيات الحكومة باغتيال أو تصفية المشتبهين بالإرهاب، وإنما يعود الأمر في ذلك إلى الهيئات التشريعية المنتخبة.
وكان ناصر العولقي قد وصف الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ووزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية CIA بأنهم "مدعى عليهم" في القضية، لكن بيتس قال إن جميع من وردت أسماؤهم يتمتعون بالحصانة.
وسبق أن كشف مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية لـCNN الصيف الماضي عن خطة لتصفية أو اعتقال رجل الدين، أنور العولقي، الذي يدعو إلى "الجهاد" ضد الولايات المتحدة.
وقال المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه: "سوف نعتبر أنفسنا مقصرين إذا لم نجد طرقاً لملاحقة شخص ما يشكل تهديد خطير لهذا البلد، ويتآمر ضد الأمريكيين"، في إشارة إلى العولقي، المولود في الولايات المتحدة، والذي يحمل الجنسية الأمريكية.
وعثرت الشرطة الأمريكية على تسجيلات ورسائل للعولقي على أجهزة كمبيوتر خاصة بأكثر من 12 "مشتبهاً بالإرهاب" في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا.
كما اعترف العولقي بأنه كان على اتصال بالرائد في الجيش الأمريكي، نضال مالك حسن، المتهم بإطلاق النار داخل قاعدة "فورت هود" العسكرية بولاية تكساس، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، مما أسفر عن مقتل 13 شخصاً.
وارتبط اسمه بالتحقيقات المتعلقة بالنيجيري عمر الفاروق عبد المطلب، المتهم بمحاولة تفجير طائرة ركاب أمريكية عشية عيد الميلاد، حيث أشارت تقارير إلى أنه جرت اتصالات بين أنور وعمر خلال فترة وجود الأخير في اليمن أواخر عام 2009.
ووفقاً لمصادر الاستخبارات الأمريكية فإن تأثير العولقي وإمكانية وصول صوته إلى المسلمين الناطقين بالإنجليزية عبر الإنترنت يظل فعالاً إلى حد ما.