الصواريخ الإيرانية البعيدة المدى مؤشر لطموحها النووي
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- كشف مصدر في واشنطن على إطلاع بالملف الإيراني لـCNN، أن الاستخبارات الأمريكية ستقدم قريباً تقريراً يتعلق بمدى تطور البرنامج النووي لطهران، تشير فيه إلى أن الأخيرة عاودت السير بمشروع بناء قدرات نووية عسكرية، وإن بشكل محدود.
وسيكون من شأن هذا التقرير تبديل الموقف الأمريكي الذي برز من خلال وثيقة قدمتها الاستخبارات عام 2007، وأثارت الكثير من الجدل آنذاك، تشير إلى أن طهران أوقفت خططها للحصول على قنبلة نووية منذ عام 2003، في وقت كانت فيه كافة الأجهزة الأمنية الغربية تحذّر من تزايد الخطر الإيراني.
وأضاف المصدر الذي رفض كشف اسمه لأنه غير مخول بالتصريح، أن التقرير الجديد سيؤكد أن البرنامج النووي الإيراني "شهد بعض التطور" على المستوى العسكري، باتجاه النظر في أساليب تصنيع أسلحة الدمار الشامل.
من جهته، قال الخبير النووي، ديفيد أولبرايت، إن هذه التسريبات غير دقيقة، ورأى أن التطور الذي حققه البرنامج النووي الإيراني "لا يتمثل بالبحث عن وسائل تصنيع الأسلحة بشكل ذاتي، بل بالنظر إلى مشاريع التسلح التي نفذتها سائر الدول."
وتابع أولبرايت بالقول: "التطور الأساسي في برنامجهم أنهم يحاولون نسخ وتعلم أساليب صنع الأسلحة النووية بالاعتماد على ما يعرفونه عن الدول الأخرى."
ولكن أولبرايت أعرب عن ثقته بأن النظام الإيراني "لم يقرر بعد على المستوى السياسي" السير بخيار التسلح برؤوس حربية نووية،" وإن كانت المؤشرات إلى ذلك تتزايد، سواء عبر إطلاق قمر صناعي إيراني جديد إلى الفضاء مؤخراً، أو عبر قرار طهران تخصيب اليورانيوم محلياً حتى مستوى 20 في المائة.
ويقول أولبرايت إن مستوى التخصيب هذا يكفي لتوفير نظائر طبية، ولكنه يشكل - على الأغلب - خطوة أولى على طريق الحصول على سلاح نووي، وإن كان ذلك يتطلب تخصيب اليورانيوم بنسب أعلى.
ورجح أولبرايت، الذي يشغل حالياً منصب رئيس "معهد العلوم والأمن الدولي" أن يكون المشروع النووي الإيراني قد تلقى ضربة موجعة مع اكتشاف منشأة "قم" التي وصفها بأنها كانت "خطة الإنقاذ" لبناء ترسانة أسلحة الدمار الشامل.
وشرح الخبير قائلاً: "من المستبعد أن تستخدم طهران مفاعل نتنز لإنتاج مواد نووية خاصة بالاستخدام العسكري، لأن الموقع تحت الرقابة الشديدة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، لذلك فهي كانت بحاجة لمنشأة قم السرية التي أخفت أمر وجودها خوفاً من تعرضها لغارة تشنها قوات خاصة إسرائيلية."
واستبعد أولبرايت إمكانية وجود مفاعل نووي ثالث غير معلن في إيران، معللاً ذلك بضعف الإمكانيات الإيرانية وندرة الطواقم البشرية القادرة على تشغيل تلك المنشآت.
وبحسب أولبرايت، فإن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن قدرات إيران على تخصيب اليورانيوم قد تكون أدنى مما يظنه العالم، باعتبار أن برنامجها لبناء أجهزة طرد مركزي واجهه الكثير من العراقيل، أبرزها وجود مشاكل في أجهزة الطرد وقدم عهد قطع الغيار المستخدمة وقلة نقاء مخزون اليورانيوم المحلي.
ويبدو أن مدير جهاز الأمن القومي لدى الإدارة الأمريكية، دينيس بلير، غير بعيد عن وجهة نظر أولبرايت، إذ أنه اعتبر إطلاق إيران لقمر صناعي مؤخراً بواسطة صاروخ جديد على أنه خطوة تصب في إطار تطوير القدرات الصاروخية لطهران وتعزيز إمكانية توفير أسلحة قادرة على حمل الرؤوس الحربية النووية.
وقال بلير، في جلسة عقدها مؤخراً مع لجنة من الكونغرس، إن الأجهزة الموجودة لدى إيران تواجه الكثير من المشاكل في عملها، لكنه رجح مع ذلك أن تتمكن إيران من إنتاج ما يكفي من المكونات لصنع قنبلة نووية بعد خمسة أعوام.
وفي الجانب الإيراني، وعد رئيس منظمة الطاقة الذرية، علي اكبر صالحي، الشعب الإيراني بأنه "سيزف إليه أنباء سارة عن إنتاج أجهزة متطورة للطرد المركزي بيد الخبراء الإيرانيين."
وقال صالحي لوكالة أنباء "فارس" شبه الرسمية "إن لدى إيران إمكانات أفضل لإنتاج الوقود لمفاعل طهران للبحوث بنسبة 20 بالمائة،" مضيفاً أن الخبراء المتخصصين في داخل إيران "سيقومون بإنتاج هذه الأجهزة المتطورة والحديثة بالرغم من أن البلد كان يخضع منذ 31 عاما لمختلف أنواع الضغوط والتهديدات."
وأكد صالحي أن لدى بلاده القدرة على تخصيب اليورانيوم حتى نسبة 100 في المائة، أي ما يتجاوز النسبة التي يقول الخبراء إنها لازمة لصنع قنبلة نووية لكنها شدد على أن طهران لا تنوي التخصيب إلى هذا المستوى.