تزامن اعتقال برادار مع عملية عسكرية واسعة يشنها التحالف ضد الحركة جنوب أفغانستان
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية(CNN)-- كشفت مصادر أمريكية مسؤولة عن اعتقال أعلى قيادي عسكري في طالبان خلال عملية باكستانية أمريكية سرية مشتركة في مدينة كراتشي قبل عدة أيام، وفق تقرير نشر الثلاثاء.
وقالت المصادر، إن الملا عبد الغني برادار، الرجل الثاني في الحركة التي يتزعمها الملا محمد عمر، ومن المقربين لزعيم تنظيم القاعدة، أسامه بن لادن، يعد من أبرز وأهم قيادات طالبان التي نجحت القوات الأمريكية في اقتناصها منذ غزو أفغانستان قبل أكثر من ثمانية أعوام، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، التي تأخرت في الكشف عن نبأ الإعتقال التي تمت في حملة دهم مشتركة الخميس، بطلب من البيت الأبيض.
ويعكف مسؤولون استخباراتيون من الولايات المتحدة وباكستان على استجواب برادار، إلا أنه لم يتضح إذا ما كان القيادي الطالباني يتجاوب ويتحدث، غير أن المصادر الأمريكية قالت إن اعتقاله كشف عن جوانب مهمة مرتبطة بالحركة قد تقود إلى مسؤولين بارزين آخرين.
وتتركز اهتمامات المسؤولين الأمريكيين والباكستانيين في تحديد برادار لمكان اختباء مؤسس الحركة، الملا عمر، الذي نجح في المراوغة والاختفاء منذ بداية الحملة العسكرية الأمريكية لغزو أفغانستان.
وقال بروس ريدل، عميل سابق بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، الذي أشرف على مراجعة سياسة واشنطن تجاه أفغانستان وباكستان العام الماضي، إن اعتقال برادار، قد يصيب عمليات طالبان العسكرية بالشلل، على المدى القصير، على الأقل.
ويشرف الملا برادار على عمليات طالبان في جنوب وغرب أفغانستان، ويعزا إليه فضل وضع "كتيب ضوابط السلوك" لتحسين صورة الحركة، وإرشاد مقاتليها على كيفية إدارة المعارك وتفادي إيقاع ضحايا مدنيين، وكيفية الفوز بقلوب وعقول القرويين، وتحديد تنفيذ العمليات الانتحارية إلا للضرورة القصوى.
ويأتي الكشف عن اعتقال القيادي الطالباني في خضم هجوم كبير تشنه قوات التحالف لاجتثاث الحركة من بلدة "مرجة"، بإقليم "هلمند" الإستراتيجي جنوب أفغانستان.
ونقلت الصحيفة في تقريرها أن تفاصيل حملة اعتقال برادار لا تزال غامضة، لكن المصادر قالت إنها نفذت بمشاركة وكالة الاستخبارات العسكرية الباكستانية، ومديرية خدمات الاستخبارات الداخلية، بمرافقة عميلاً من الاستخبارات الأمريكية "سي. آي. أيه.
وكشفت الصحيفة الثلاثاء عن التعتيم الذي فرضته على اعتقال برادار بطلب من البيت الأبيض بعد أن ذاع نبأ اعتقال برادار في المنطقة، وهو ما تحسب منه المسؤولون الأمريكيون والباكستانيون، الأمر الذي يدفع بقيادات طالبان الأخرى إلى الحيطة والحذر.
ونقل التقرير عن مصادر دبلوماسية غربية أن العديد من قيادات طالبان نزحت إلى مدينة كراتشي، جنوبي باكستان، التي تبعد مئات الكيلومترات عن الحدود الأفغانية، من بينهم الملا عمر وقيادات أخرى.