قوات الأمن النيجيرية تنتشر في مواقع المواجهات الطائفية
لاغوس، نيجيريا (CNN)-- أوقعت موجة عنف طائفية جديدة اندلعت بين المسلمين والمسيحيين في نيجيريا الأربعاء، 11 قتيلاً على الأقل، بعدما هاجم مجموعة من الرعاة المسلمين، كان بعضهم يرتدي زياً عسكرياً، قرية تسكنها غالبية مسيحية، وفقاً لما أكدت مصادر رسمية بالحكومة النيجيرية.
وقال شوجي غيانغ، مستشار الشؤون الدينية لحاكم ولاية "بلاتو"، إن الهجوم وقع في حوالي الواحدة بعد منتصف الليلة الماضية، قرب مدينة "جوس"، ذات الغالبية المسيحية، والتي شهدت مقتل المئات في مواجهات بين المسلمين والمسيحيين في وقت سابق من الشهر الجاري.
وأضاف المسؤول النيجيري أن القتلى بينهم عدد من النساء والأطفال، مشيراً إلى أن المهاجمين، وهم من جماعة "فولاني" العرقية، أصابوا أربعة آخرين على الأقل، وقاموا بسرقة ما يزيد على 120 رأساً من الماشية من قرية "كيي"، وقال إن شخصين آخرين في عداد المفقودين.
وأدت تلك المواجهات إلى تزايد حدة التوتر في أغنى دولة أفريقية بموارد النفط وأكثرها سكاناً، وسط تحذيرات من استمرار الهجمات المتبادلة بين المسلمين والمسيحيين، الأمر الذي دعا مسؤولي الحكومة في العاصمة لاغوس، إلى إرسال رسائل نصية للسكان للتقليل من مخاوفهم.
وجاء في تلك الرسائل: "رجاءً الإحاطة علماً بأن القصة التي ترددت حول حشد جماعة فلاني لعناصر موالية لها في لاغوس، خلال الأيام الثلاثة الماضية لشن أعمال عنف، لا أساس لها."
وأضافت أن "لقد قامت جميع أجهزة الأمن المعنية بالتحقيق في هذه الشائعات بشكل منفرد وجماعي، وتبينت أنها لا أساس لها من الصحة، ولذا ننصحكم بالتوجه إلى مقار أعمالكم دون خوف."
وتابعت الرسالة أن "جميع الأجهزة تؤكد التزامها بتوفير الأمن في بلدنا، ونحن متأهبون للغاية، شكراً لكم، ورجاءً إرسال الرسالة إلى آخرين."
جاء هجوم الأربعاء بعد أيام من "المجزرة"، التي وقعت في وقت سابق من مارس/ آذار الجاري، وراح ضحيتها ما يقرب من 200 قتيل، قرب مدينة "جوس"، في وسط نيجيريا، والتي تقع في المنطقة الفاصلة بين الشمال الذي تسكنها الأقلية المسلمة، والجنوب ذي الغالبية المسيحية.
وتأتي هذه الموجة من المواجهات الطائفية في وقت صعب تمر به نيجيريا، حيث يحاول نائب الرئيس، غودلاك جوناثان، القائم بأعمال الرئيس، دعم سلطته، بينما مازال مرض الرئيس، عمر يارادوا، الشديد يمنعه من ممارسة مهام رئاسة الدولة.
وكانت البلاد قد شهدت مطلع العام الجاري أحداث عنف دامية، راح ضحيتها 150 مسلماً على الأقل، أُحرق بعضهم وهم أحياء في وسط البلاد.
ونقلت "هيومان رايتس ووتش" المعنية بحقوق الإنسان عن شهود عيان، أن مجموعة مسلحة، يُعتقد أن أفرادها من المسيحيين، استهدفت بلدة "كورو كرامة"، مما أسفر عن مقتل الكثيرين، بينما كانوا يلوذون بالفرار، وحرق البعض وهم على قيد الحياة."
وفي يوليو/ تموز من العام الماضي، اندلعت مواجهات عنيفة راح ضحيتها أكثر من 300 قتيل، بمعارك بين قوات الأمن وتنظيم متشدد في شمالي البلاد، قيل إنه يعتنق أفكاراً ومعتقدات تشبه تلك التي تتبناها حركة "طالبان" الأفغانية.
وفي مدينة جوس القريبة من دوغو ناهووا، وقعت معارك طائفية على خلفية انتخابات محلية عام 2008، قتل خلالها عدة مئات من الأشخاص، وأبلغ المسؤولون المسلمون آنذاك عن تسلمهم أكثر من 340 جثة في المسجد الرئيسي بالمدينة.