تقارب في وجهات النظر الفرنسية والروسية بشأن إيران
موسكو، روسيا (CNN) -- قال الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس الاثنين، إن روسيا لا تستبعد إمكانية فرض عقوبات جديدة على إيران، تكون "متوازنة وذكية" ولا يتضرر منها المدنيون.
إلا أن ميدفيديف رهن اللجوء إلى العقوبات كملاذ أخير، وبعد استنفاد الخيارات الدبلوماسية والحوار، منوها بالقول أنه: "سيكون من المحبذ تفادي العقوبات."
وأضاف: "محاولات الإقناع التي نقوم بها مع الجانب الإيراني، ودعواتنا إلى العمل في المشروع النووي السلمي تحت إشراف المجتمع الدولي لم تثمر عن نتائج حتى الآن"، وفق وكالة ريا نوفستي الرسمية.
وتشتبه القوى الغربية في أن البرنامج النووي الإيراني يهدف لإنتاج أسلحة نووية، وهو ما نفته طهران مراراً من خلال التأكيد على أن برنامج تخصيب اليورانيوم مدني ولأغراض سلمية.
وتعمل تلك القوى على فرض جولة رابعة من العقوبات الدولية على الجمهورية الإسلامية، إلا أن روسيا والصين، يدعوان لحل سلمي وعبر الحوار، للملف النووي الإيراني المثير للجدل.
وتأتي تصريحات الرئيس الروسي بعد جولة مباحثات أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في موسكو الشهر الماضي، هدفت إلى تأليب روسيا على إيران لضمان دعمها لأي عقوبات جديدة قد تفرض على حليفها.
وأردف ميدفيديف بالقول: "إيران مسألة صعبة، فكل مباحثاتي مع نظرائي في أوروبا وأمريكا بشكل أو بآخر تتطرق إلى إيران، وللأسف لم نمضي قدما في الفترة الأخيرة، بل على النقيض، فالوضع آخذ في التدهور."
ومن جانبه، أعلن الرئيس الفرنسي أن نظيره الروسي: "مستعد" للموافقة على عقوبات جديدة ضد إيران "في حال كانت لا تتسبب بمأساة إنسانية."
وقال ساركوزي في ختام لقاء دام أكثر من ساعة مع ميدفيديف في اليوم الأول من زيارة الأخير إلى فرنسا: "لقد أبلغني مدفيديف باستعداده للموافقة على مسألة العقوبات."
كما أشاد ساركوزي بـ"التطابق الكبير لوجهات النظر بين روسيا وفرنسا حول الملفات الكبرى"، مشيرا بشكل خاص إلى إيران.
هذا وقد قوبلت خطوة إيران الأخيرة برفع مستوى تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة، بانتقادات دولية واسعة، دعت الولايات المتحدة على إثرها لفرض عقوبات جديدة صارمة على حكومة طهران.
وكانت إيران قد بدأت في التاسع من فبراير/ شباط الماضي برفع مستوى تخصيب اليورانيوم في منشأة "نطنز" النووية لإنتاج نظائر طبية، وسط استياء غربي ودعوات لفرض عقوبات جديدة على الجمهورية الإسلامية.