أوباما وجه دعوات الحوار لإيران أكثر من مرة
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- أعاد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، عرض فتح باب الحوار مع إيران السبت، رغم انتقاده قيام طهران بـ"عزل نفسها" في إشارة إلى رفضها عروض الدول الكبرى لمعالجة أزمة ملفها النووي، مؤكداً تطلع واشنطن إلى مستقبل يتمكن من خلال الشعب الإيراني من إنجاز "تبادل ثقافي وتعليمي" مع العالم.
وقال أوباما، في رسالة فيديو مسجلة عرضت بمناسبة حلول رأس السنة الفارسية "نوروز" إنه ما زال ملتزماً بالتطلع نحو مستقبل أفضل في العلاقات مع إيران، وأكد حرصه على معرفة الشعب الإيراني للقيم الأمريكية التي تحترم "كرامة الإنسان والقانون الدولي،" ولوح باستمرار السعي لمعاقبة إيران وتوفير حرية الوصول للانترنت بالبلاد.
وأضاف: "نتطلع إلى مستقبل يمكن فيه للإيرانيين المشاركة بشكل كامل في الاقتصاد الدولي، وإثراء العالم بالتبادل الثقافي والتعليمي.. ولهذا نواصل التزامنا بحصول الشعب الإيراني على مستقبل زاهر رغم الاختلافات المستمرة بينا وبين الحكومة الإيرانية."
ووعد أوباما بأن يكون الوصول الحر للانترنت جزء من هذه المساعدات، متعهداً بالعمل لضمان "تمكن الإيرانيين من الاتصال فيما بينهم ومع العالم دون خوف من الرقابة".
وشدد الرئيس الأمريكي على أن سعي واشنطن مع العواصم الغربية لمعاقبة إيران "متواصل" بسبب ملفها النووي، لكنه اعتبر أن ذلك لا يجب أن يجهض دعوته للحوار.
يذكر أن أوباما كان قد وجه رسالة مماثلة إلى الشعب الإيراني بعد توليه رئاسة الولايات المتحدة عام 2009، أعرب فيها عن أمله في حدوث انفتاح في العلاقات مع الجمهورية الإسلامية، التي لا تربطها علاقات دبلوماسية مع واشنطن منذ قرابة ثلاثة عقود، قائلاً: خلال الشهور المقبلة.. "سنبحث عن فرص ملائمة لنجلس حول طاولة وجهاً لوجه."
إلا أنه أبدى قلقه من سياسة طهران في المنطقة ودعمها تنظيمات تصنفها واشنطن "مجموعات إرهابية" إلى جانب رفضها التقيد بمطالب الأمم المتحدة لوقف برنامج تخصيب اليورانيوم. إلا أنه شدد بأن إدارته ستطوع "كافة الوسائل المتاحة للولايات المتحدة" لحل تلك المخاوف.
وصرح بأن إدارته تعيد النظر في السياسة الأمريكية الراهنة تجاه إيران، وأردف "هناك تراكمات عدم ثقة تنامت على مر السنوات.. لذلك الأمر لن يحدث بين ليلة وضحاها."
وجاء إعلان أوباما آنذاك بعد تصريحات نائبه، جو بايدن، أمام مؤتمر أمني في ميونيخ، أبدى فيها رغبة إدارة واشنطن الجديدة في الحوار مع إيران، لكنه حذر حكومة طهران من الاستمرار في المسار الراهن قائلاً إنه سيقود للمزيد من الضغوط والعزلة والحصار.