/العالم
 
الاثنين، 05 نيسان/ابريل 2010، آخر تحديث 11:00 (GMT+0400)

البابا يعتذر لضحايا التحرش ويطالب الرهبان بتحمل المسؤولية

البابا بندكت السادس عشر

البابا بندكت السادس عشر

الفاتيكان (CNN) -- أعرب البابا بندكت السادس عشر عن "أسفه الشديد" جراء فضائح الاغتصاب والتحرش الجنسي التي طالت عدداً من الأطفال في مؤسسات كنسية أو خاضعة لإدارة رجال دين، واعتذر بشدة من الضحايا، قائلاً إن على رجال الدين المتورطين في هذه القضايا "تحمل مسؤولياتهم" و"التوبة."

وخص البابا، في رسالة من 18 صفحة وجهها السبت، ضحايا عمليات الاغتصاب في أيرلندا، وقرر أن يصار إلى تلاوتها الأحد ضمن العظات الأسبوعية في الكنائس، وأقر بأن ما جرى لا يمكن نسيانه بسهولة، واعتبر أن تأثيرات الفضائح على الديانة المسيحية "كانت أقسى من تأثير قرون الاضطهاد" التي رافقت بداياتها.

ووجه البابا انتقاداته للكنيسة الأيرلندية التي قيل إنها تكتمت على هذه القضايا لسنوات قائلاً: "لقد شعرت بانزعاج شديد جراء الأنباء التي أشارت إلى انتهاكات بحق أطفال وقصّر من قبل أعضاء في الكنيسة بأيرلندا، خاصة رهبان وكهنة، ولا يمكنني إلا أن أشارككم شعور الخيانة الذي تشعرون به جراء هذه الجرائم المشينة والأسلوب الذي تعاملت معه الكنيسة الأيرلندية."

وأقر البابا بصعوبة أن تمر هذه القضية دون أن تترك ذيولها على الأوضاع في البلاد، وقال إن الفضائح: "زعزعت إيمان الناس وأبعدتهم عن الكنيسة وحجبت الضوء عن الإنجيل أكثر مما فعلته قرون من الاضطهاد" الذي تعرضت له المسيحية في أول عهدها.

وتوجه البابا إلى ضحايا عمليات الاغتصاب بالقول: "لقد عانيتم كثيراً، وأنا آسف لذلك، وأنا أدرك تماماً أن ما من شيء يمكن له التعويض عن الضرر الذي لحق بكم وعن كرامتكم المنتهكة وثقتكم التي تعرضت للخيانة، وأعرف أن بعضكم يجد صعوبة حتى في دخول باب الكنيسة."

ودعا البابا الرهبان ورجال الدين الذين تورطوا في القضية إلى الاستجابة للسلطات الأمنية، وطلبهم بـ"تحمل مسؤولياتهم والاعتراف بما قاموا به" دون أن "يفقدوا الأمل في رحمة الله."

وأضاف البابا: "لقد خنتم الأمانة والثقة التي وضعها الأطفال بكم وعليكم مواجهة آثار ذلك أمام الله وأمام القضاء."

يذكر أن أيرلندا كانت قد اهتزت خلال الأيام الماضية بالأنباء التي أيدتها تقارير حكومية حول تورط أسقف دبلن ومسؤولين آخرين في الكنسية بإخفاء ملفات على صلة بقضايا اغتصاب أطفال وتعديات جنسية قام بها رهبان في الفترة ما بين 1975 و2004.

وفي وقت لاحق، طالت الانتقادات الكاردينال شون برادي، رأس الكنيسة الأيرلندية، لدوره في تحقيقات حول تورط أحد الرهبان باعتداءات عام 1975، وقد جرى إدانة الراهب بعشرات القضايا في وقت لاحق.

advertisement

يذكر أن الفاتيكان كان قد شهد الأسبوع الماضي اجتماعاً بين البابا بندكت السادس عشر ورئيس الأساقفة الألمان، المونسنيور روبرت زوليتش، الذي قال إن مجمع العقيدة والإيمان الفاتيكاني "يعيد النظر في جميع المبادرات التي اتخذتها مختلف المجالس الأسقفية في قضية الاعتداءات الجنسية،" على الأطفال.

وتركز اللقاء بالدرجة الأولى على فضيحة استغلال الأطفال جنسيا والتي ضربت رجال الدين الألمان، وذكرت مصادر الفاتيكان الإعلامية الرسمية أن البابا "استمع بتركيز وحزن" إلى التقارير الواردة حول حالات الاعتداء التي فاقت مائة حالة.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.