قال الرئيس الروسي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي مطلع الشهر الجاري إن بلاده تؤيد عقوبات ذكية ومتوازنة حال فشل الدبلوماسية
موسكو، روسيا (CNN) -- كرر الرئيس الروسي، دميتري ميدفيديف، إمكانية فرض حزمة عقوبات جديدة على إيران، إلا أنه أشار في رسالة بعث بها إلى المشاركين في القمة العربية في مدينة سرت الليبية السبت، إلى أن العقوبات ليس الطريق الأمثل لمعالجة المسألة الإيرانية".
وأضاف ميدفيديف أن تسوية الملف النووي الإيراني يجب أن تتم فقط بالوسائل السياسية والدبلوماسية مع المراعاة الصارمة لأحكام ميثاق الأمم المتحدة.
مع ذلك لم يستبعد ميدفيديف احتمال تطور الأحداث وفق سيناريو العقوبات، مشددا على أن "العقوبات في حال فرضها لا بد أن تكون مدروسة وغير موجهة ضد السكان المدنيين في إيران"، وفق ما نقلت وكالة نوفوستي الرسمية.
ويذكر أن روسيا، الحليف الإستراتيجي بالإضافة إلى الصين، للجمهورية الإسلامية، سبق وأن استخدمت حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي لإجهاض عقوبات ضدها، إلا أن الكرملين أشار مؤخراً إلى عقوبات أشد صرامة قد تكون الرد الواقعي على تعنت إيران ومضيها قدماً في برنامج تخصيب اليورانيوم.
وتقود الولايات المتحدة جهوداً لفرض جولة جديدة من العقوبات على إيران، التي أكدت مراراً على سلمية برنامجها النووي الذي قالت إنه لاستخدامات مدنية، في حين تتهمها القوى الغربية بالسعي لإنتاج سلاح نووي.
وحثت روسيا، إلى جانب دول أخرى، إيران بقبول عرض تخصيب اليورانيوم خارج أراضيها، إلا أن طهران رفضت العرض.
وخففت روسيا موقفها إزاء فرض إجراءات عقابية على إيران مؤخراً، وخلال زيارته لفرنسا في مطلع مارس/آذار الجاري، وقال ميدفيديف إن روسيا ستؤيد عقوبات "ذكية ومتوازنة " ضد إيران إذا فشلت الدبلوماسية.
إلا أن ميدفيديف رهن اللجوء إلى العقوبات كملاذ أخير، وبعد استنفاد الخيارات الدبلوماسية والحوار، منوها بالقول أنه: "سيكون من المحبذ تفادي العقوبات."
وأضاف: "محاولات الإقناع التي نقوم بها مع الجانب الإيراني، ودعواتنا إلى العمل في المشروع النووي السلمي تحت إشراف المجتمع الدولي لم تثمر عن نتائج حتى الآن."
وأردف ميدفيديف بالقول: "إيران مسألة صعبة، فكل مباحثاتي مع نظرائي في أوروبا وأمريكا بشكل أو بآخر تتطرق إلى إيران، وللأسف لم نمضي قدما في الفترة الأخيرة، بل على النقيض، فالوضع آخذ في التدهور."
هذا وقد قوبلت خطوة إيران الأخيرة برفع مستوى تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة، ، بانتقادات دولية واسعة، دعت الولايات المتحدة على إثرها لفرض عقوبات جديدة صارمة على حكومة طهران.
وكانت إيران قد بدأت في التاسع من فبراير/ شباط الماضي برفع مستوى تخصيب اليورانيوم في منشأة "نطنز" النووية لإنتاج نظائر طبية، وسط استياء غربي ودعوات لفرض عقوبات جديدة على الجمهورية الإسلامية.