أنباء عن سقوط عزام الأمريكي بقبضة الأمن الباكستاني
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشف مسؤول حكومي باكستاني رفيع المستوى لـCNN الأحد عن اعتقال الناطق الأمريكي باسم تنظيم القاعدة، آدام غدن، المعروف باسم "عزام الأمريكي" وذلك في مدينة كراتشي، في صفعة قوية لقيادات القاعدة، خاصة وأن غدن هو الشخصية الأبرز التي تعتقل من التنظيم خلال السنوات الأخيرة.
وجاء اعتقال الناطق الأمريكي بعد ساعات على ظهوره في رسالة دعا فيها المسلمين العاملين في الجيوش الغربية إلى انتهاج منهج الضابط في الجيش الأمريكي، نضال مالك حسن، الذي أطلق النار على رفاقه في ثكنة عسكرية، معتبراً ذلك جزء من "الدفاع عن الإسلام والمسلمين أمام الحملة الصهيو- صليبية الوحشية القاسية الدموية" على حد قوله.
وقالت مصادر أمنية أمريكية لـCNN إنها غير قادرة حالياً على تأكيد اعتقال القيادي القاعدي، ولم تتلق معلومات حول ذلك.
ورأى خبراء أنه في حال صحت المعلومات حول اعتقال غدن فسيكون ذلك بمثابة قفزة نوعية في الحرب الأمريكية على تنظيم القاعدة، وإشارة جديدة من باكستان إلى الانخراط الجدي في مواجهة التنظيم، خاصة بعد الأنباء عن اعتقالها مؤخراً للعديد من عناصر القاعدة وقادة حركة طالبان في مدينة كراتشي.
يشار إلى أن غدن مطلوب لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي منذ عام 2004، وقد جرى تخصيص جائزة بقيمة ستة ملايين دولار لمن يقدم معلومات تقود إلى اعتقاله.
وقد سبق أن أصدر القضاء الأمريكي حكماً بالخيانة العظمى على غدن عام 2006، ليصبح بذلك أول أمريكي يتلقى هذا الوصف منذ أكثر من نصف قرن.
وكان غدن قد ظهر الأحد في تسجيل فيديو نشره موقع متشدد على الإنترنت، ولم يتسن لـCNN بالعربية التأكد من مصداقيته، قال فيه إن نضال حسن مهد الطريق وفتح الباب "وأنار السبيل ودل على الطريق الذي ينبغي أن يسلكه كل مسلم يجد نفسه بين أظهر الكافرين ويشتاق إلى أداء حق الله عليه والقيام بدوره في الدفاع عن الإسلام والمسلمين."
وبدأ عزام الأمريكي كلمته بالحديث عن بداية العام الجديد للإدارة الأمريكية الجديدة في واشنطن، وأنها كانت بداية "مزرية"، حيث "تكبدت سلسلة من الضربات المعنوية والمادية التي بلغت ذروتها في موت ما لا يقل عن 8 من عملاء المخابرات الأمريكية غارقين في دماءهم جراء عملية استشهادية ماهرة التخطيط والتنفيذ وقعت داخل قاعدتهم السرية في أفغانستان."
وأضاف أن هذه الضربة جاءت "بعد أيام قلائل من فضح أسطورة (أمن أمريكا الخالي من نقاط الضعف) في محاولة بطولية لإسقاط طائرة أمريكية فوق مدينة (ديترويت) قام بها جندي بطل من القاعدة."
وتطرق عزام إلى أن الولايات المتحدة قد تسامح من وصفهم بـ"مجرمي بلاك واتر"، و"قد تعاقب حراس أبي غريب المنحرفين وأصحاب جريمة المقدادية المغتصبين القتلة بعقوبات مخففة، غير أنه لا داع للقول بأن مثل هذه الامتيازات لا تمنحها أمريكا لأبطال المسلمين الأباة أمثال الرائد نضال مالك حسن."
وقالت إن "نضال حسن أظهر لنا ما بإمكان المسلم الصالح أن يقدمه لدينه وإخوانه المسلمين ولو كان وحيداً ولو لم يكن معه إلا بندقية رشاش، كما أعاد إلى قلوبنا كل السرور والفخر الذي يمكن أن تورثه عملية مقاومة بطولية واحدة في قلوب المسلمين في كل مكان."
وأشار إلى أنه وبمعركة واحدة استغرقت 30 دقيقة، استطاع "أن يخفض بعمله الفردي معنويات الجيش والشعب الأمريكيَين إلى أخفض مستواها منذ سنوات"
واعتبر نضال حسن "القدوة المثلى لكل مسلم تائب في جيوش الكافرين والأنظمة المرتدة" الذي تحرر من "نفوذ الكفار الذين نشأ بينهم وعمل معهم وخدم عندهم.. ومن شر نفوذ الشيوخ والمفتين المعادين للجهاد المناصرين للصليبية."
وفي التسجيل، دعا عزام الأمريكي إلى "إضعاف اقتصاديات الغرب، التي تواجه المشاكل ابتداءً، بهجمات دقيقة تستهدف رموز الرأسمالية، حيث من شأنها أن تزلزل ثقة المستهلكين وتردعهم من شراء البضائع. وعلينا أن نتذكر كيف أن الهجمات على وسائل النقل العامة في الغرب قد تسبب في تعطيل المدن الكبرى عن العمل، وقد تكلف العدو المليارات وتؤدي بشركاته إلى الإفلاس."
وكان لرائد نضال مالك حسن، قد أطلق في الخريف الماضي النار على مجموعة من الجنود الأمريكيين داخل قاعدة "فورت هود" العسكرية في ولاية تكساس، فقتل 13 جندياً على الأقل وجرح ما يزيد على 30 آخرين.
هذا ووجهت 32 تهمة بالشروع في القتل العمد مع سبق الإصرار، إلى جانب 13 تهمة بالقتل العمد كانت قد صدرت بحقه بالفعل جراء قتله 13 شخصاً بإطلاق النار عليهم في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مع احتمال إضافة المزيد من التهم إلى الطبيب النفسي الفلسطيني الأصل، البالغ من العمر 39 عاماً.