صواريخ باتريوت تعيد الأزمة بين واشنطن وموسكو
موسكو، روسيا (CNN)-- انتقدت الخارجية الروسية الأربعاء، قيام الولايات المتحدة بنشر صواريخ "باتريوت" في بولندا، ووصفت الخطوة، التي تأتي قبل أيام على زيارة الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، بأنها "لا تساهم في تعزيز الأمن، بشأن احتمالات تطور الأوضاع المستقبلية في المنطقة."
وأبدى مصدر مسؤول في الخارجية الروسية استغرابه من الخطوة الأمريكية، بقوله: "إننا نعبر عن عدم فهمنا للمنطق الذي تتبعه الولايات المتحدة في التعاون مع بولندا في هذا المجال"، وتابع المصدر قائلاً: "لقد طرحنا الأسئلة بهذا الصدد على الأمريكيين والبولنديين، على حد سواء، ولكننا لم نحصل على رد محدد ومبرهن."
وأشارت الخارجية الروسية إلى أنها طلبت إبعاد الموقع المؤقت لنصب تلك الصواريخ عن الحدود الروسية، وذكرت أنها تقدمت لكل من واشنطن ووارسو بمبرراتها لهذا الطلب، "لكن للأسف، لم يستجب الأمريكيون والبولنديون للحجج التي تقدمنا بها"، حسبما جاء في بيان رسمي صدر في موسكو الأربعاء.
ووقعت كل من واشنطن ووارسو اتفاقاً يقضي بإقامة قاعدة عسكرية أمريكية مؤقتة في الأراضي البولندية، على أن تصبح دائمة بعد عام 2012، ويتم نصب أنظمة "باتريوت" الأمريكية للدفاع الجوي أولاً، ولاحقاً صواريخ SM-3، لتدمير الصواريخ البالستية لما تصفهم الولايات المتحدة بـ"أعداء محتملين."
وقد انتقدت دوائر إعلامية روسية نصب الصواريخ الأمريكية في بولندا، حيث علقت وكالة "نوفوستي" للأنباء على هذه الخطوة، تحت عنوان "وضع العصي في دواليب العلاقات الروسية الأمريكية"، مشيرةً إلى أنها تأتي قبل وصول الرئيس ميدفيديف إلى واشنطن في زيارة رسمية.
وقالت: "أقدم عسكريو الولايات المتحدة على خطوة من شأنها وضع العصي في دواليب العلاقات الروسية الأمريكية، حيث أنهم أوصلوا أمس (الثلاثاء) بطارية من صواريخ باتريوت إلى قاعدة عسكرية أمريكية، تقع في مدينة مورونغ البولندية، التي تبعد 80 كيلومتراً عن منطقة كالينينغراد الروسية."
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، قررت نصب صواريخ "باتريوت" في بولندا، ورغم أن إدارة الرئيس الحالي، باراك أوباما، قررت رفض خطة الإدارة السابقة لنشر بعض عناصر الدفاع الصاروخي، الذي أزعج موسكو، في أراضي بولندا وجمهورية التشيك، إلا أنها لم تتخل عن خطة إقامة القاعدة العسكرية في بولندا، ووضع صواريخ "باتريوت" فيها.
كما نقلت "نوفوستي" عن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قوله: "لماذا يفعلون ما يوحي بأن بولندا تحصن نفسها ضد روسيا؟".. فيما نقلت عن مراسل الراديو البولندي في موسكو، أن "لأمريكيين فعلوا هذا لإرضاء السياسيين البولنديين، الذين يريدون أن يرى العالم أن بلادهم خرجت عن سيطرة موسكو، وأصبحت تحت حماية الولايات المتحدة."