المناورات الأمريكية الكورية الجنوبية تأتي وسط توتر متزايد بين شطري شبه الجزيرة الكورية
هانوي، فيتنام (CNN)-- توعدت كوريا الشمالية الجمعة، بما أسمته "رد عملي ملموس"، على المناورات العسكرية للقوات الأمريكية والكورية الجنوبية، والتي من المقرر أن تبدأ في وقت لاحق هذا الأسبوع، في الوقت الذي جلس فيه وفد يمثل حكومة بيونغ يانغ، على طاولة المحادثات، خلال مؤتمر إقليمي للأمن.
جاءت تهديدات كوريا الشمالي على لسان المتحدث باسم وفدها للمؤتمر، ري تونغ إيل، بعد ساعات على إعلان وزارة الدفاع الأمريكية أن المناورات مع الشطر الجنوبي ستوجه "رسالة قوية" إلى الدولة الشيوعية، لوقف "الاستفزاز والأعمال شبه الحربية"، التي تقوم بها.
وعلى هامش الحوار الأمني للمنتدى الإقليمي لدول رابطة جنوب شرق آسيا "آسيان"، قال المتحدث الكوري الشمالي، في تصريحات للصحفيين بالعاصمة الفيتنامية هانوي: "سيكون هناك رد عملي وملموس، على التهديد العسكري الذي تفرضه الولايات المتحدة."
ومن المقرر أن يشارك نحو ثمانية آلاف جندي من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في المناورات العسكرية التي ستبدأ الأحد، وسط توتر متزايد في شبه الجزيرة الكورية، في أعقاب غرق سفينة حربية للشطر الجنوبي، وإعلان الخارجية الأمريكية فرض عقوبات جديدة على بيونغ يانغ.
وخلص فريق دولي، يضم خبراء من الولايات المتحدة الأمريكية، وأستراليا، وبريطانيا، والسويد وكندا، للتحقيق في غرق السفينة الجنوبية "تشون آن"، في 26 مارس/ آذار الماضي، إلى أن طوربيداً، ربما أطلقته غواصة شمالية، أصاب السفينة، وتسبب في غرقها، مما أسفر عن مصرع 46 من بحارتها.
في الغضون، شهدت بلدة "بانمنجوم" الحدودية بين الكوريتين الجمعة، اجتماعاً ضم مسؤولين عسكريين شماليين مع نظرائهم بقيادة قوات الأمم المتحدة في شبه الجزيرة الكورية، التي تقودها الولايات المتحدة، لبحث قضية غرق السفينة "تشون آن."
وخلال الاجتماع، الذي استمر قرابة ساعتين، أعادت قيادة القوات الأممية تذكير المسؤولين الشماليين بالقرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي، في وقت سابق من يوليو/ تموز الجاري، بإدانة "الهجوم" على السفينة الكورية الجنوبية، رغم أن القرار لم يتضمن إدانة كوريا الشمالية بالاسم.
وكانت الخارجية الأمريكية قد أعلنت في وقت سابق من الأسبوع الماضي، أن المناورات المقرر إجراؤها في 25 يوليو/ تموز الجاري، "ذات طبيعة دفاعية، تستهدف تحسن قدرات الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية للعمل المشترك كحليفين، وفق ما نقل راديو كوريا الدولي في سيؤول.
ورفض المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، فيليب كراولي، وصف بيونغ يانغ للمناورات بأنها "استفزاز عسكري"، وقال إن "ما قامت وتقوم به كوريا الشمالية، بما في ذلك إغراق السفينة الكورية الجنوبية تشون آن، هو الذي يعتبر استفزازاً عسكرياً، يمثل تهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة."
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت بيونغ يانغ يمكن أن تسعى إلى تنفيذ المزيد من الاستفزازات العسكرية، قال المتحدث الأمريكي إن" الإجابة بكل أسف هي: نعم"، مشيرا إلى أن الإجراءات التي أعلنتها بلاده مؤخراً، بما في ذلك إجراء المناورات، تعني أن واشنطن ستكون مستعدة للتعامل مع أي استفزازات يمكن أن تحدث في المستقبل من جانب كوريا الشمالية.