أدانت واشنطن نشر الوثائق السرية عن الحرب
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- كشف ناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية أن لجنة التحقيق الخاصة المشكّلة للنظر في تسريب أكثر من 90 ألف وثيقة عسكرية تتعلق بالحرب في أفغانستان عبر موقع إلكتروني متخصص في نشر المستندات المماثلة أن المعلومات التي نقلها الموقع ليس فيها أي مواد تحمل تصنيفاً سرياً عالياً.
وقال العقيد ديفيد لابان لـCNN: "بعد تفحصنا للوثائق وجدنا أنها ضمن المواد المصنفة على أنها سرية، لكن ليس فيها ما يحمل طابع السرية القصوى،" بينما تواصلت في كابول ردود الفعل على التسريب، إذ أصدر الرئيس الأفغاني، حامد كرزاي، أوامره إلى وزارة الخارجية لتفحص كامل المواد المنشورة ودراسة طبيعتها.
بالتزامن، قال جوليان أسانغ، المشرف على موقع "ويكيليكس" الذي سرّب الوثائق لـCNN إن لديه 15 ألف مستند إضافي يعتزم نشرها خلال فترة قريبة بعد إجراء عمليات مراجعة عليها لحذف أسماء أشخاص منها بحيث لا يطالهم أي تهديد.
وتحدث أسنغ عن ما اسماها بـ"أمور مريبة" في الوثائق، على رأسها ما ورد عن "اشتباكات خلفت الكثير من القتلى" دون أن يكون هناك أسرى أو جرحى، ما يرجح حصول تصفية جماعية ذات طابع جرمي.
وأوضح أسانغ في مقابلة مع برنامج "لاري كينيغ لايف"، فجر الثلاثاء، أن حوادث تعرض القوات الأمريكية لـ"نيران مباشرة" مضمنة في أكثر من 16 ألف تقرير، ضمن الوثائق التي نشرت، بالإضافة إلى 15 ألف وثيقة أخرى قيد التحرير لحذف أسماء، بغرض حماية هوياتهم.
وتتضمن المستندات الأخرى، التي نشرها الموقع الإلكتروني الأحد، إحصاءات الجيش الأمريكي لعدد قتلاه، وتقارير عن تهديدات، بالإضافة إلى مذكرات للقاءات بين قيادات أفغانية وأخرى عسكرية أمريكية"، وةهو الأمر الذي قوبل بانتقادات العديد من المسؤولين الأمريكيين.
ولمح أسانغ إلى أن المستندات قد تكشف عن جرائم من قبل القوات الأمريكية وحركة طالبان على حد سواء.
ولفت إلى أن "حوادث مريبة للغاية" مضمنة في الوثائق منها، على سبيل المثال: " تقارير عن مناوشات قتل فيها الكثير من الناس، لكن لم يجر فيها أسر أحد، ولم تترك خلفها أي جريح."
إلا أنه أستدرك منوهاً: "في نهاية المطاف، الأمر بحاجة إلى محكمة للنظر في كامل مجموعة الأدلة لتقرر ما إذا كان قد حدثت جريمة"، وذلك رغم قوله في وقت سابق، إن المستندات تدين الجميع، وتحديداً طالبان.
ولم يتسن لـCNN التأكد بشكل مستقل من صحة هذه الوثائق، التي قال البيت الابيض إن نشرها "انتهاك للقانون الفيدرالي"، إلا أنه عاد ليشير إلى إنها قديمة العهد.
وقال روبرت غيبس، الناطق باسم البيت الأبيض، إن تحقيقاً لتحديد مصدر تسريب هذه الوثائق السرية قد بدأ الأسبوع الماضي.
ويعد نشر تلك الوثائق أكبر عملية تسريب استخباراتية في تاريخ الولايات المتحدة، مقارنة بالكشف عن حقبة حرب فيتنام في "أوراق البنتاغون."
وعلق دانيال ألسبيرغ، مسؤول البنتاغون الذي سرب أسرار حرب فيتنام: "لم نشهد تسريباً غير مصرحاً به بهذا الحجم منذ 39 عاماً."
وكان مؤسس موقع "ويكيليكس،" الذي نشر الوثائق، قال عن تلك البيانات في وقت سابق إنها تكشف "بؤس" الحرب، وعن حوادث صغيرة لم يكشف عنها وساهمت في رفع الحصيلة الضخمة للقتلى المدنيين.
وبادر مستشار الأمن القومي الأمريكي، الجنرال جيمس جونز، إلى إدانة نشر المستندات السرية، واصفاً الخطوة بأنها أمر "غير مسؤول."
وتابع جونز في بيان صدر الأحد: "الولايات المتحدة تدين بشدة الكشف عن معلومات سرية من قبل أفراد ومنظمات، والتي يمكن أن تعرض حياة أمريكيين وشركائنا للخطر وتهدد أمننا القومي."
وأضاف: "هذه التسريبات غير المسؤولة لا تؤثر على التزامنا المستمر لتعميق شراكاتنا مع أفغانستان وباكستان وهدفنا نحو هزيمة عدو مشترك."
وأثار نشر تلك المستندات ردود أفعال من جانب باكستان وأفغانستان.