كشف الموقع آلاف المستندات السرية عن الحرب الأمريكية بأفغانستان
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قالت الحكومة الأفغانية الاثنين إنها تشعر بـ"الصدمة" جراء المعلومات المسربة على موقع متخصص بنشر الوثائق السرية الأمريكية قام بعرض أكثر من 90 ألف وثيقة للفترة ما بين 2004 و2010 تتحدث عن الخسائر في صفوف المدنيين الأفغان ودور الاستخبارات الباكستانية وعلاقاتها مع حركة طالبان.
وقال سياماك هيراوي، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأفغانية: "نشعر بالصدمة حيال الوثائق التي كشفت حقيقة الحرب بأفغانستان،" مضيفاً أن كابول غاضبة جراء اكتشاف أن الولايات المتحدة كانت تدرك حجم الروابط بين المخابرات الباكستانية وطالبان ولم تتصرف حيال ذلك.
وتابع هيراوي قائلاً: "على الولايات المتحدة التعامل بجدية مع الاستخبارات الباكستانية التي لديها اتصال مباشر مع الإرهابيين، لقد كانت واشنطن على علم بعلاقات المخابرات الباكستانية مع التنظيمات المتشددة مثل القاعدة وقد أشاحت بنظرها عن الأمر، وعليها الآن الرد على ذلك."
وكان موقع إلكتروني أمريكي قد نشر الأحدالوثائق التي قال سيناتور بارز إنها تثير تساؤلات جدية بشأن السياسية الخارجية الأمريكية، وصفت واشنطن كشف المعلومات السرية بأنه تصرف "غير مسؤول."
وقال جوليان أسانغ، مؤسسة موقع "ويكي ليكس،" الذي نشر الوثائق، إنها تكشف بيانات الجيش الأمريكي الخاصة بالحرب من قتلى، وضحايا وتهديدات، لافتاً إلى أن تلك المستندات تكشف "بؤس" الحرب، وعن حوادث صغيرة لم يكشف عنها وساهمت في رفع الحصيلة الضخمة للقتلى المدنيين.
ولم يتسن لـCNN التأكد بصورة مستقلة من صحة المستندات التي رفض البنتاغون التعليق وحتى إطلاعه عليها، وفق ما أفاد مسؤول عسكري للشبكة.
وبادر مستشار الأمني القومي الأمريكي، الجنرال جيمس جونز، إلى إدانة نشر المستندات السرية، واصفاً الخطوة بأنها أمر "غير مسؤول."
وتابع جونز في بيان صدر الأحد: "الولايات المتحدة تدين بشدة الكشف عن معلومات سرية من قبل أفراد ومنظمات والتي يمكن أن تعرض حياة أمريكيين وشركائنا للخطر وتهدد أمننا القومي."
وأضاف: "هذه التسريبات غير المسؤولة لا تؤثر على التزامنا المستمر لتعميق شراكاتنا مع أفغانستان وباكستان وهدفنا نحو هزيمة عدو مشترك."
ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأحد عن إحدى الوثائق العسكرية أن باكستان، وهي حليف للولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب، تقوم بما أسمته "لعبة مزدوجة"، وذلك بالسماح لممثلين عنها من جهاز الاستخبارات بالاجتماع مباشرة مع حركة طالبان، في سياق إستراتيجية سرية لتنظيم شبكات من الجماعات المتشددة لمقاتلة الجنود الأمريكيين في أفغانستان، وحياكة مؤامرات لاغتيال القيادات الأفغانية."
وردت باكستان، وعلى لسان سفيرها بالولايات المتحدة الأمريكية، حسين حقاني بالتأكيد بأن التقارير المنشورة "لا تعكس الحقائق على واقع الأرض"، مؤكداً على إستراتيجية إسلام أباد على مواجهة وتهميش الإرهابيين وهو ما يقوم الجيش والاستخبارات بتنفيذه بفعالية.
ومن جانبه قال السيناتور جون كيري، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، إن الوثائق "تثير تساؤلات جدية بشأن حقيقة السياسة الأمريكية تجاه باكستان وأفغانستان."
وسبق وأن سلطت الأضواء على الموقع الإلكتروني "ويكي ليكس" بعد نشره في إبريل/نيسان شريط يعود فيديو، يعود تاريخه إلى عام 2007، يصور هجوم شنته مروحية عسكرية أمريكية على مدنيين في العراق مما أدى لمقتل العشرات منهم، بينهم صحفيان غير مسلحان من وكالة "رويترز" للأنباء.
وقال أسانغ، وهو قرصان كمبيوتر سابق "هاكر" إن الموقع الذي دشنه عام 2007، يتلقى معلوماته، عبر البريد أو البريد الإلكتروني، من جهات مجهولة وأنه يقوم على مراجعتها للتأكد من مصداقيتها قبيل نشرها.
وشدد على أن الموقع نادراً ما يتعرف على هوية الجهة مصدر التسريب، "وفي حال حدوث ذلك نقوم بتدمير تلك المعلومة في أسرع وقت."
ويذكر أن الجيش الأمريكي قام بتسريح الجندي برادلي مانينغ، 22 عاماً، بشبهة تسريب الفيديو السري وتوجيه ثمانية تهم له بانتهاك القواعد الجنائية الأمريكية بنقل بيانات سرية.