طائرة مروحية من طراز أباتشي
بغداد، العراق (CNN) -- وجه القضاء العسكري الأمريكي بشكل رسمي الثلاثاء تهمة تسريب مواد سرية إلى أحد الجنود في العراق، للاشتباه بدوره في تقديم شريط فيديو يظهر قيام مروحية أمريكية بعملية قصف اتضح أنها أدت إلى مقتل مدنيين، إلى موقع متخصص بفضح الوثائق السرية.
وقرر القضاء توجيه ثماني تهم جنائية إلى الجندي برادلي مانينغ، 22 سنة، المعتقل حالياً في قاعدة أمريكية بالكويت، وشملت الاتهامات "التسريب غير المشروع لفيديو يصوّر عملية وقعت في بغداد عام 2007، عبر نقل نسخة من التسجيل إلى كمبيوتره الشخصي."
ويصور شريط الفيديو عملية القصف التي نفذتها مروحية من طراز أباتشي، وأدت إلى مقتل 12 مدنياً في يوليو/تموز 2007، بينهم اثنان من مراسلي وكالة أنباء رويترز.
ويظهر الشريط أن أحد مراسلي رويترز أصيب بجراح خلال الهجوم الذي نفذته المروحية، ولكنه لم يمت، غير أن المروحية عادت وطاردته وأطلقت عليه النار عندما كان بعض الأشخاص يحاولون سحبه إلى رصيف مجاور.
وجاء توقيف مانينغ، وهو متخصص بتحليل المعطيات الاستخبارية، بعدما كشف موقع إلكتروني هويته، مشيراً إلى أنه أكد لأحد قراصنة الانترنت بأنه هو المسؤول عن تسريب الشريط، إلى جانب مجموعة أخرى من الوثائق لموقع "ويكي ليك."
وكانت مصادر مطلعة قد ذكرت لـCNN قبل أيام أن وزارة الدفاع "بنتاغون" وعدة أجهزة أمنية أمريكية أخرى تعلم حالياً بأن "ويكي ليك" على وشك كشف النقاب عن شريط فيديو يظهر تفاصيل غارة جوية جرت في أفغانستان، وأدت إلى مقتل عدد من المدنيين.
وبحسب المصادر، فإن موقع "ويكي ليك" يخضع لمراقبة الاستخبارات التي وصفته بأنه "أحد المخاطر الممكنة التي تهدد القوات الأمريكية وجهود مكافحة حركات التمرد المسلح."
وكان الموقع الذي يعتقد أنه يدار من قبل خمسة أشخاص يعاونهم مئات المتطوعين قد جذب الانتباه إليه منذ أن بدأ العمل انطلاقاً من موقع مجهول في أوروبا، وذلك اعتباراً من يناير/كانون الثاني 2007.
كما قام الموقع عام 2008 بتسريب مذكرة داخلية صادرة عن وزارة الدفاع الأمريكية تتعلق بالمخاطر التي يفرضها الموقع نفسه عن الأمن الأمريكي جاء فيه: "النشر الأخير لوثائق سرية من الوزارة يقدم لوكالات الاستخبارات الأجنبية والتنظيمات الإرهابية المعادية وحركات التمرد الأجنبية المعلومات الضرورية لاستهداف قوات أمريكية."
ولا يعرف أحد هوية الجهات الحقيقية التي تقف خلف الموقع، إلا أن هناك شخصية واحدة معروفة تقدم نفسها للإعلام، وهو جوليان أسنج، الذي يتولى منصب مدير الموقع.