القوصي أمضى تسع سنوات بمعتقل غوانتانامو
خليج غوانتانامو، كوبا (CNN)-- أوصت هيئة محلفي المحكمة العسكرية الاستثنائية، التابعة للجيش الأمريكي في قاعدة "خليج غوانتانامو" في كوبا، الأربعاء، بإصدار حكم بالسجن لمدة 14 عاماً، بحق الطباخ والسائق الخاص بزعيم تنظيم "القاعدة"، أسامة بن لادن، وهو إبراهيم أحمد محمود القوصي.
وبدا القوصي، وهو سوداني الجنسية، هادئاً في قاعة المحكمة أثناء إعلان هيئة المحلفين التوصية التي توصلوا إليها، وكان يرتدي ملابس السجن البيضاء، وأكد، من خلال مترجم، أنه يتفهم العقوبة التي تضمنتها التوصية، كما يفهم طبيعة الإجراءات التي تتضمنها المحاكمة.
وكان القوصي، المحتجز في معتقل "غوانتانامو" منذ أواخر عام 2001، قد أقر بأنه "مذنب"، في عدد من الاتهامات التي وجهتها إليه المحكمة، ومنها "التآمر وتقديم دعم مادي للإرهاب"، حيث جاء إقراره بالذنب ضمن اتفاق توصل إليه فريق الدفاع مع ممثل الإدعاء، قد يتم بموجبه تخفيض مدة العقوبة إلى أقل من 14 عاماً.
وبينما ذكر الإدعاء أن القوصي، البالغ من العمر 50 عاماً، كان "في قلب مركز عمليات القاعدة"، دافع محاموه بأنه لم يكن إلا مجرد طباخ وسائق فقط.
وكان محلفون عسكريون قد قرروا، في وقت سابق، معاقبة القوصي بالسجن لمدة تتراوح بين 12 و14 عاماً، دون أن يتم الكشف عن أية تفاصيل خاصة بصفقة الإقرار بالذنب، التي تم التوصل إليها مع المتهم ومحاميه.
ومن المقرر أن يمكث القوصي في المعتقل التابع للجيش الأمريكي بخليج غوانتانامو، لمدة 60 يوماً على الأقل، حتى تنتهي السلطات من مراجعة صفقة الإقرار بالذنب، وما إذا كانت السنوات التسعة التي أمضاها في المعتقل، سوف تتضمنها مدة العقوبة، أم ستُضاف إليها.
وكان القوصي قد ذكر أثناء استجوابه من قبل القاضية نانسي بول، التي تحمل رتبة فريق في سلاح الجو الأمريكي، أنه يعترف بتورطه "في اعتداءات ضد الولايات المتحدة الأمريكية بما ينتهك قوانين الحروب" بحسب ما جاء في بيان صدر عن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، في يوليو/ تموز الماضي.
وأضاف البنتاغون أن القوصي أقر بذلك بينما كان تحت اليمين، وأنه اعترف باتباع بن لادن واللحاق به إلى أفغانستان في العام 1996 وأنه قضى ست سنوات وهو يقدم الدعم اللوجستي لزعيم تنظيم القاعدة.
وكانت محكمة عسكرية أمريكية قد حكمت على سائق آخر لزعيم تنظيم القاعدة، يُدعى سالم أحمد حمدان، وهو يمني الجنسية، بالسجن لمدة 66 شهراً في أغسطس/ آب 2008، بتهمة "توفير الدعم المادي للإرهاب"، فيما تمت تبرئته من تهم أكثر خطورة، مثل "التآمر لتنفيذ أعمال إرهابية."
ووجدت المحكمة حينها أن حمدان مذنب لكونه "سائق وحارس زعيم إرهابي، ولخضوعه للتدرب على السلاح، ونقل وتوصيل الأسلحة لعناصر التنظيم."
غير أن اللجنة العسكرية التي مثل أمامها حمدان رفضت التهم التي ربطت الأخير بالتآمر مع آخرين بتنفيذ هجمات للقاعدة، بما فيها هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 ضد الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي وقت لاحق، تم نقل حمدان إلى اليمن لمتابعة فترة الحكم القاضي، على أن يطلق سراحه لاحقاً بعد إكمال الحكم.