/العالم
 
الاثنين، 20 أيلول/سبتمبر 2010، آخر تحديث 23:00 (GMT+0400)

هاري بوتر و"لاتحزن" أكثر الكتب شعبية بسجن غوانتانامو

نسخة بالعربية من هاري بوتر في المعتقل

نسخة بالعربية من هاري بوتر في المعتقل

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- تمثل المكتبة الموجودة في معتقل غوانتانامو الأمريكي المخصص للسجناء المشتبه بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة أو حركة طالبان المتنفس الوحيد لـ167 معتقلاً لا يعرف بعضهم متى قد يخرج للحرية، رغم برامج البيت الأبيض لإغلاق المعتقل، وبحكم ظروف السجن والمعيشة الصعبة، باتت كتب بعينها تمثل خشبة خلاص للسجناء.

فمن بين 18 ألف عنوان من الكتب والمجلات والأفلام، تحتل سلسلة الساحر المراهق "هاري بوتر" مركز الصدارة دون منازع في الشعبية بين السجناء، وتتبعها سلسلة سيد الخواتم "لورد أوف ذا رنغ" التي تنقل السجين لأجواء سحرية، وكذلك كتاب "لا تحزن" الوعظي، علماً أنه يمنع على السجناء تصفح الكتب السياسية والأمنية.

والمكتبة الموجودة في معتقل غوانتانامو كانت قد بدأت العمل عام 2003، ولا يسمح للسجناء بزيارتها، بل يقوم عنصر من الحراسة بنقل جزء من محتوياتها إليهم في عربة تمر بمحاذاة الزنازين مرة في الأسبوع.

وتضم المكتبة قواميس ومعاجم وكتب ألغاز بوليسية وأعداد من مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" - وهي مطلوبة بكثرة بين السجناء - إلى جانب كتب في مختلف فروع العلوم، ويحق للسجناء الإبقاء عليها بحوزتهم لمدة 30 يوماً.

أما اللغات المتوفرة فهي العربية والإنجليزية والفرنسية والأردو والباشتو والروسية، كما يمكن توفير بعض المقالات من الصحف تضم العناوين الرئيسية للأحداث.

ويقول الملازم روبرت كولت، وهو المشرف على المكتبة، ويلقبه البعض بـ"عميد كلية غوانتانامو" إن الطلبات الأصعب تأتيه من سجناء يطلبون توفير روايات الإثارة والألغاز التي يكتبها دان براون باللغة العربية لهم.

ويشير كولت، بحديث لمجلة "تايم" إلى أنه يحاول جاهداً البحث عن هذه العناوين من خلال مرافق الجيش الأمريكي، وعندما يتعذر عليه ذلك، يقوم بإبلاغ الصليب الأحمر الذي يسعى بدوره لتوفيرها.

ويقر مارتن دو بوير، ممثل الصليب الأحمر في واشنطن، بأن منظمته تلعب دوراً في توفير هذه الكتب، مشيراً إلى أن متطوعين يذهبون إلى أماكن نائية للبحث عن مجلة بلغة الأوزبك أو كتاب بلغة الباهاسا الإندونيسية لتلبية طلبات السجناء لأن توفير مناخ الاحتكاك بالعالم الخارجي لهم يحافظ على سلامتهم العقلية.

ويقول المسؤولون العسكريون عن المكتبة إنهم يقومون بفحص دقيق لما تحتويه الكتب التي يطلبها السجناء للتأكد من عدم احتوائها على مواد تحمل أفكاراً توصف بأنها "متطرفة" أو ذات خطر أمني.

كما تحظر المكتبة جلب كتب ومجلات فيها خرائط مفصلة أو معلومات عن وسائل السفر أو إعلانات مبوبة، وذلك منعاً لتبادل الرسائل السرية المشفرة من خلال الإعلانات أو استخدام الخرائط للتخطيط لهجمات، كما طلب السجناء عدم تقديم أي مواد جنسية في المنشورات المتوفرة لهم، وقد وافق الجيش الأمريكي على ذلك.

advertisement

وبالعودة لتفاصيل قائمة الكتب الأكثر شعبية بين السجناء، فهي تضم - إلى جانب سلسلة هاري بوتر - الكتب التي تحتوي على أدعية ومواعظ إسلامية، وكتب الألغاز والمغامرات الخاصة بأغاثا كريستي وجون غريشم، وكذلك الكتب السياحية التي فيها صور كبيرة لمناظر طبيعية.

ويرى المشرفون على معسكر غوانتانامو أن المكتبة ساهمت إلى حد كبير في خفض التوتر بين السجناء والحراس الذين تبادلوا الحديث لأكثر من مرة حول معلومات جاءت في الكتب والروايات.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.