جانب من الحشد الضخم الذي شارك في المناسبة
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- استعرض التيار المحافظ في الولايات المتحدة عضلاته في قلب العاصمة واشنطن السبت، في مظاهرة حاشدة ضمت عشرات الآلاف من المناصرين لمجموعة "حفلة الشاي" الذين احتشدوا في تحرك حمل عنوان "استرداد الكرامة،" بدعوة من الإعلامي المعروف بتوجهاته المحافظة والمتشددة، غلين بيك، وحاكمة ألاسكا السابقة، سارة بالين.
وردد عدد كبير من المشاركين شعارات ضد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وكذلك ضد الطروحات "الغريبة" عن الثقافة الأمريكية، بينما ألقى بيك كلمة قال فيها إن أمريكا "بدأت تعود إلى الله بعد سنوات مشت فيها في الظلام،" متهماً أوباما بالعنصرية ضد البيض، في حين احتجت جماعات من أصحاب الأصول الأفريقية ضد التحرك.
وجاء اعتراض الشريحة الأفريقية الأصل باعتبار أن التحرك يصادف يوم الذكرى 47 لمطالبة الزعيم الأسود، مارتن لوثر كنغ، بالمساواة في أمريكا.
وقال القس جسي جاكسون، أحد أبرز وجوه حركة التحرر لأصحاب الأصول الأفريقية بالولايات المتحدة: "بيك يسخر من ذكرى كنغ ويهين التقاليد."
أما بيك، فقد ألقى كلمة قال فيها إن التجمع مخصص لتكريم ذكرى جنود الجيش الأمريكي حول العالم، وبدأ بعد ذلك بشن هجوم على بعض وسائل الإعلام المعارضة لطروحاته قائلاً: "البعض قدر عدد المتجمعين اليوم بألف شخص، وأنا أقول أن هذا الحشد أمامي يقف في ميدان يتسع لـ200 ألف شخص، وهناك حشود أخرى على طول الطرقات المحيطة."
وتابع بيك قائلاً إن الله كلفه بـ"إيقاظ أمريكا من سباتها وإعادتها للقيم والتقاليد.. والأهم إعادتها إلى الله لأن أمريكا بلد الله،" كما تحدث عن "العنصرية" في النظام الأمريكي حالياً، متهماً أوباما بـ"العنصرية تجاه البيض."
وانضمت إلى بيك على منبر المتحدثين الحاكمة السابقة لولاية ألاسكا، سارة بالين، التي كانت قد ترشحت لخوض الانتخابات الرئاسية الأخيرة عن الحزب الجمهوري، مع جون ماكين.
وشددت بالين خلال كلمتها على أهمية "القيم التي يغرسها" الجيش الأمريكي في شعب الولايات المتحدة، قائلة: "قولوا ما تريدون قوله عني، ولكنني نشأت كجندية ولا يمكن لأحد أن ينتزع ذلك مني،" بينما كانت المتظاهرون يهتفون بصرخات التأييد للولايات المتحدة.
ودعت بالين إلى "استرداد أمريكا واستعادة شرفها،" وأشادت بالأمهات الأمريكيات اللواتي "يقدمن أبنائهن للوطن."
وظهر واضحاً غياب تمثيل شريحة السود في الولايات المتحدة بين المتظاهرين، ما دفع النائب الجمهوري الأسود، ليني ماكألستر إلى رفض التحدث خلال المناسبة، رغم طلب المنظمين ذلك منه رسمياً.
وتعتبر حركة "حفلة الشاي" التيار الأكثر يمينية داخل الحزب الجمهوري، وهي تعبر تاريخياً عن طروحات دينية متحفظة، معظمها من اتجاهات بروتستنتية، وقد أظهر مسح جرى الجمعة أن شعبية أوباما بين البروتستنت بشكل عام لا تتجاوز 43 في المائة.
فبحسب الاستطلاع، نال أوباما دعم 78 في المائة من المسلمين الأمريكيين، الذين أعربوا عن رضاهم حيال أدائه في البيت الأبيض، أما أعلى مستويات الرفض، فكانت لدى طائفة المرمون، وهي جماعة دينية مسيحية منغلقة ومتشددة، في حين أيده 61 في المائة من اليهود و63 في المائة من الملحدين.
كما نال أوباما تأييد 64 في المائة من أتباع الديانات الصغيرة، أما لدى الغالبية البروتستانتية في البلاد، فلم تتجاوز 43 في المائة، مقابل 50 في المائة لدى الكاثوليك، وكانت أدنى النسب في صفوف المرمون، إذ لم يتجاوز دعم أوباما بين أبنائها نسبة 24 في المائة.
ويأتي ذلك في وقت يستمر فيه التوتر بالتصاعد داخل الولايات المتحدة، على خلفية مشروع بناء مسجد ومركز إسلامي قرب موقع هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول الأحد.