تغطية: مصطفى العرب
عبدالرؤوف زار دبي ضمن جولة عالمية مقررة مسبقاً
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قال الإمام فيصل عبدالرؤوف، مؤسس ومدير "الجمعية الأمريكية لتقدم المسلمين" التي تقف خلف "مبادرة قرطبة" ومشروع بناء المسجد المثير للجدل قرب موقع هجمات الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك، إنه سيتحدث قريباً عن الخلاف الدائر حول القضية، وذلك بعد عودته إلى الولايات المتحدة من جولته الدولية الحالية.
وقال عبدالرؤوف، الذي كان يتحدث الثلاثاء على هامش ندوة في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة للتعريف بأوضاع المسلمين في أمريكا، إن القضية "أخذت أكبر من حجمها الفعلي وامتدت لتصبح موضوع الوجود الإسلامي في أمريكا ككل،" كما حاضر عن تجربته في الولايات المتحدة التي رأى أن ما جاء في إعلان استقلالها يوافق الكثير من مقاصد الشريعة الإسلامية وما جاء في القرآن.
وقال عبدالروؤف: "الحقوق التي نتمتع بها مصدرها الله وهي ليست هبة من أحد ولا حتى من الدولة، وليس لأحد أن يأخذها منا."
وتابع: "الحقوق الإنسانية المقررة في إعلان الاستقلال الأمريكي تشبه بشكل كبير مقاصد الشريعة التي جاء بها الإسلام والقرآن لجهة الحفاظ على العائلة والملكية والكرامة الإنسانية."
وشدد عبدالرؤوف المصري الأصل على أهمية التواصل الديني والبعد عن الخلافات الطائفية والمذهبية، وأكد أنه "لا يوافق على قضية صراع الحضارات لأن التطرف يتغذى بالتطرف، فمن تراهم يتقاتلون في الظاهر يكونون في الواقع يغذون تطرف بعضهم البعض."
ولدى سؤاله عن رد الفعل الذي عبرت عنه التيارات المحافظة في الولايات المتحدة، لجهة الرفض القوي لمشروع المسجد رد عبدالرؤوف: "الأمريكيون بشكل عام شعب متسامح، وإذا جرى شرح الأمر لهم بشكل صحيح فسيتخذون القرارات الصحيحة والمناسبة."
وانتقد عبدالرؤوف المجتمعات العربية والإسلامية التي رأى أنها تأثرت سلباً بفقدان التنوع الذي كان فيها لجهة تعدد الأديان والمذاهب وقال: "علينا استعادة هذا التنوع، وأمريكا نجحت لأن فيها اختلاط وهذا الأمر يحمي المجتمع لهذا فشلت مشاريع التشدد بمنح تأشيرات الدخول بعد أحداث سبتمبر."
وكان المئات من الأمريكيين قد احتشدوا قرب موقع هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول الأحد، منقسمين بين مؤيد لمشروع مثير للجدل يرمي لإقامة مركز إسلامي ومسجد في الموقع، وبين معارضين له قاموا برفع شعارات تحذر من المد الإسلامي في البلاد وانتشار المساجد التي اعتبروا أنها تهدد الحرية وتذكّر بالهجمات التي وقعت عام 2001.
وحملت كل مجموعة يافطات تطرح من خلالها أفكارها، بينما قامت الشرطة بالفصل بين المتظاهرين منعاً لتصادمهم، وحرص المعترضون على إقامة المسجد على رفع شعارات بينها "لا لحكم الشريعة،" و"أوقفوا الشريعة قبل أن توقفكم،" و"لا للمساجد هنا."
ويرى منتقدو المشروع أن إقامة مركز إسلامي في موقع المركز التجاري الذي دمرته هجمات عناصر متشددة "إهانة مؤلمة."
وقد أثار مشروع بناء المركز الإسلامي في المنطقة موجة استياء شعبي، كشف عنها استطلاع أجرته CNN بالتعاون مع "ريسيرش كورب" هذا الشهر، وجد أن معارضي المخطط يصل إلى 68 في المائة من جملة المستطلعين، وهو ما وصفه حاكم نيويورك، ديفيد باترسون، بأنه مؤشر بأن "جراح 11/9 لم تندمل بعد."